رام الله | أثارت تقارير إعلامية وتصريحات المسؤولين الفلسطينيين قبل أيام مسألة وجود خيارات عديدة في جعبة القيادة الفلسطينية في حال فشل كل الجهود الرامية لإحياء عملية السلام. خيارات لوّحت بها الى الدولة العبرية كي تستجيب الى الشروط الفلسطينية، وكان آخرها تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أمهل اسرائيل حتى 26 كانون الثاني والا فإن العمل سيبدأ بهذه الخيارات. وأكّدت مصادر سياسية وإعلامية فلسطينية أنّ لجنة خاصة تعمل على وضع سيناريوهات المرحلة المقبلة، وتعكف منظمة التحرير الفلسطينية وإطارها القيادي الموحد، بمن فيه «حماس» والجهاد وباقي الفصائل الفلسطينية والمستقلون على دراستها، وذلك في حال فشل الرباعية الدولية في إقناع اسرائيل وقف الاستيطان، وهو الأمر المتوقع حدوثه خلال الفترة المقبلة.
وبحسب المصادر نفسها، فإن هذه الخيارات الجاري مناقشتها تقسم إلى ثمانية، أولها الطلب من مجلس الأمن الدولي التصويت على طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. والثاني يتعلق بالحصول على مكانة دولة غير عضو في الأمم المتحدة مع الإبقاء على طلب العضوية في مجلس الأمن، والخيار الثالث هو طلب العضوية الكاملة في مؤسسات الامم المتحدة.
أما الخيار الرابع فهو الطلب من الدول الموقعة على معاهدة جنيف الرابعة توفير الحماية للشعب الفلسطيني، بعدما أكدت أن المعاهدة تنطبق على الأراضي الفلسطينية المحتلة. والخامس يتناول الطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة إيفاد بعثة تقصي حقائق ومراقبين الى الأراضي الفلسطينية، والسادس الطلب من مجلس الأمن الدولي ادانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وطلب وقفه، والسابع تفعيل المقاومة الشعبية للأنشطة الاحتلالية الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وثامناً وأخيراً يتمثل بدفع المصالحة الفلسطينية قدماً.
وكانت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية قد أشارت قبل أيام في تقرير لها الى هذه الخيارات، نقلاً عن مصادر فلسطينية. لكن مصادر «الأخبار» تحدثت أيضاً عن وجود أصوات فلسطينية عديدة تطالب بخيارات أخرى مثل «وقف التنسيق الأمني الفلسطيني ـ الاسرائيلي، وحل السلطة»، إلا أنّ كلا الأمرين لا يجدان إجماعاً في الأوساط القيادية الفلسطينية، في هذه المرحلة على الأقل.
من جهة ثانية، لا تزال القيادة الفلسطينية تحرص على عدم المواجهة مع الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي، وفقاً للمصادر نفسها، حيث عُلم بأنه لن يتم اللجوء الى خطوات تؤدي الى قطيعة مع الولايات المتحدة أو أي من الاطراف الدولية الاخرى حيث «ستدرس الخيارات بعناية فائقة».
ورجحت المصادر أن يجري الدفع لتطبيق خطوات تتعلق بالمصالحة، رغم أن الوضع على الأرض لا يبشر بالكثير. وأكدت أن هذه الخيارات ستناقش في اجتماع لجنة منظمة التحرير الفلسطينية المقرر في القاهرة في الثاني من شباط المقبل في القاهرة بمشاركة «حماس» والجهاد الاسلامي.
وقد أوضحت صحيفة «هآرتس»، بدورها، أن المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، المحامي إسحاق مولخو، يعتزم خلال لقائه الثاني مع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع المقبل، تقديم وثيقة إسرائيلية تتضمن موقف إسرائيل من مسألتي الحدود والترتيبات الأمنية ردّاً على الوثيقتين الفلسطينيتين اللتين قدمهما عريقات له في الاجتماع الأول. وأضافت أنها المرة الأولى التي ستقدم فيها إسرائيل موقفها الرسمي من المسألتين المذكورتين.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قد رفض الحديث عن أن الاجتماعات، التي ترعاها اللجنة الرباعية الدولية والأردن في عمان، تمثل العودة الى المفاوضات المباشرة. وأكد أن «هذه اللقاءات استكشافية».