اشتعلت جبهة ريف حلب الجنوبي أمس، حيث بدأت عملية عسكرية للجيش السوري وحلفائه، في بلدة العيس والتلال المحيطة. وافتتح الجيش نيرانه التمهيدية مع ساعات الفجر الأولى، مستهدفة نقاط مسلحي «جبهة النصرة» وحلفائها، وخطوط إمدادهم.
وتقدّمت القوات من محاور عدّة، انطلاقاً من مدينة الحاضر، باتجاه تلتي العيس والسيرياتيل وبلدة العيس، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وبحسب مصادر ميدانية، وصلت المواجهات إلى حدّ الالتحام بين مقاتلي الجيش وحلفائه من جهة ومسلحي «النصرة» وحلفائها من جهة أخرى.
ومع انتهاء اليوم الأول من العملية لم يستطع أي الجيش حسم المعركة لمصلحته، في ظلّ محاولة مستمرة للسيطرة على النقاط التي خسرها قبل أكثر من أسبوع.
ويبدو أنّ طرفي القتال يعتزمان حسم المعركة في هذه المنطقة لمصلحته، دون أي التفات لمجريات «جنيف» أو التخوّف من خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وعلى المقلب الآخر من الريف الحلبي، وتحديداً في الريف الشمالي، ساد هدوء حذر القرى القريبة من الحدود التركية، بعد اشتباكات بين فصائل «الجيش الحر» و«داعش» على مدى الأيام الماضية. وفي وقتٍ يسعى فيه مسلحو الطرفين إلى تثبيت وتدعيم نقاطهم، استهدفت مدفعية الجيش التركي مواقع مسلحي «داعش» في المناطق الحدودية، «ردّاً على قصف الأخير لمدينة كيليس» حسب تصريح رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو.
وخرج المواطنون الأتراك في مدينة كيليس، أمس، بتظاهرة طالبوا فيها السلطات بـ«حماية مدينتهم وتدخّل الجيش لردع داعش» بعد سقوط عدد من القذائف المدفعية من الحدود السورية، على المدينة في اليومين الماضيين.

أما في الجبهة الجنوبية، فلا تزال «النصرة» وحلفاؤها من «أحرار الشام» وفصائل «الحر» تسجّل تقدّماً أمام تحالف «لواء شهداء اليرموك ــ حركة المثنى الإسلامية»، في ريف درعا الغربي. وأفادت تنسيقيات المسلحين بأن المواجهات بين المتقاتلين بدأت تقترب من معقل «لواء اليرموك» في بلدة الشجرة، حيث دارت مواجهات أمس في محيط بلدات عين ذكر ونافعة والشجرة. وأعلنت التنسيقيات، أمس، سيطرة «النصرة» وحلفائها على حاجزي العلان ومنطقة سد سحم، مشيرةً إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين. وفي السياق، أسرت المجموعات المسلحة عشرة مسلحين من «داعش»، في خلال محاولتهم العبور من منطقة اللجاة، في ريف درعا الشمالي الغربي إلى منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي.
من جهة أخرى، أعلنت «حركة أحرار الشام» تعيين القائد السابق لـ«ألوية صقور الشام»، أبو عيسى الشيخ، مسؤولاً عن قطاعي إدلب الشمالي والجنوبي، وإعفاءه من مهمته نائباً لقائد الحركة للشؤون السياسية.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، تحطّم طائرة مروحية من طراز «مي 28» في ريف حمص الشرقي ومقتل طيارين اثنين. وذكرت وسائل إعلامية روسية أن المروحية لم تتعرض لإطلاق نار، مرجعةً السبب إلى حدوث خلل فني.
وفي سياقٍ آخر، أسفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، لرفض الغرب الرد على استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، مشدّدة على إدانة موسكو الشديدة لاستخدام أسلحة كهذه. وأكّدت «استخدام مسلحي جيش الإسلام الكلور في حلب»، مشيرةً إلى أن استخدام الكلور في سوريا من قبل «جيش الإسلام» يثبت براءة دمشق من مثل هذه الهجمات.
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن جهاز الاستخبارات العسكرية الألماني أنّ 29 جندياً ألمانياً سابقاً سافروا إلى سوريا والعراق، وانضم بعضهم إلى «داعش». وأضافت أن «الاستخبارات العسكرية الألمانية تجري حالياً تحريات في 65 واقعة لجنود في الخدمة يشتبه في تبنيهم لتوجهات إسلامية».