عاد «الاقتتال الجهادي» في الجبهة الجنوبية، وتحديداً في منطقة حوض اليرموك، إلى المشهد مرّة أخرى. فالهدوء الذي ساد الجنوب عقب إغتيال «جبهة النصرة» لقائد «لواء شهداء اليرموك»، محمد علي البريدي (الخال)، لم يدم أكثر من أربعة أشهر. «شهداء اليرموك» المبايع لتنظيم «داعش»، عاد بقوة أمس إلى الميدان متحالفاً مع «حركة المثنى الإسلامية»، ومحاولاً ملء بعض من الفراغ الذي أحدثته «النصرة»، في المنطقة، بعد انسحاب أبرز قادتها من درعا إلى إدلب.وسيطر «شهداء اليرموك»، فجر أمس، على بلدة تسيل (26 كلم شمال غربي درعا) في ريف درعا الغربي، في وقتٍ استنفرت فيه المجموعات المسلحة الأخرى بمختلف أطيافها، عناصرها لأي مواجهة مرتقبة. وبدأ هجوم «اليرموك» بعد حشد قواته في بلدة عين ذكر (6 كلم غربي تسيل)، وأوضحت تنسيقيات المسلحين أن «اللواء» دخل البلدة، الخاضعة لسيطرة «فرقة الشهيد رائد المصري»، أحد فصائل «الجيش الحر»، وسيطر عليها دون أي مقاومةٍ تذكر. وحذّرت التنسيقيات من اشتعال محتمل لدرعا وريفها الغربي إن لم تتحد جميع الفصائل، مشيرةً إلى أن الأمور تتجه الى الأسوأ، وخاصة أن «اليرموك» يحقق تقدماً كبيراً وسريعاً.
واصل الجيش تقدمه في سلسلة جبال الهايل غربي تدمر

«اليرموك» واصل تقدّمه باتجاه بلدة عدوان (2 كلم شرقي تسيل)، إلا أن محاولات «جبهة النصرة» وأخواتها فشلت بالتصدي الذي وصفته التنسيقيات بـ«العنيف». ودخلت «النصرة» على خط المعارك حيث دفعت بالعديد من عناصرها، بقيادة طارق المسالمة (أبو صلاح)، إلا أن الإشتباكات أدت إلى مقتل المسالمة، وعدد ممن كان معه، وفشلهم بالتصدي لتقدم «اللواء». وبحسب آخر المعطيات الميدانية، فإن «اليرموك» يحاصر بلدتي سحم الجولان وحيط (5 كلم جنوبي تسيل)، وأمست البلدتان بحكم الساقطتين عسكرياً بين يدي «اللواء».
وأفادت التنسيقيات أنه بعد سيطرة «اليرموك»على البلدتين، داهمت مجموعاته عشرات المنازل واعتقلت عددا من المدنيين، إضافةً إلى مقاتلي «الحر»، وسط حديث عن إعدامات ميدانية للمسلحين. وأضافت أن خطة «اليرموك» ترتكز على تقطيع أوصال الفصائل المسلحة، وتشتيتها على أكثر من جبهة، ومن ثم السيطرة على البلدات المحيطة كسحم الجولان وحيط وتل جموع الاستراتيجي، بهدف بناء خطوط دفاعية متقدمة لمناطق سيطرته في حوض اليرموك.
وفي غضون ذلك، حاول مقاتلو «اليرموك» التقدم على طريق نوى ــ تسيل لقطع خط إمداد «النصرة» أثناء المواجهات، مستهدفين تل الجموع بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون. أما «حركة المثنى»، فقد نشرت حواجزها في المنطقة الممتدة من بلدة الشيخ سعد حتى بلدة جلين، جنوبي بلدة عدوان، حيث منعت مجموعات «النصرة» و«الحر» من التوجه إلى مناطق الإشتباكات، واعتقلت عدداً من مسلحي الأخير.
وتأتي تحركات «اليرموك» بعد ثلاثة أيام على استعادة مسلحي «الحر» سيطرتهم على مدينة إنخل في ريف درعا الشمالي الغربي بعد مواجهات مع تنظيم «تجمع أنصار الأقصى»، المبايع لـ«داعش». وأشارت «التنسيقيات» إلى أن سيارة مفخخة انفجرت ليل الأحد ــ الاثنين بحاجز الطيرة، غربي إنخل، الذي يتبع لـ«الحر».
في المقابل، طالب «المجلس العسكري الأعلى في مدينة نوى»، التابع لـ«الجيش الحر»، بـ«فك الحصار عن البلدات التي سيطر عليها اليرموك»، فيما، أعلن قائد «جيش اليرموك»، بشار الزعبي، على صفحته على «تويتر»، عن استقدام مختلف فصائل الجنوب السوري قوات لصدّ تقدم «الدواعش». وحمّل عددٌ من المسلحين، في تغريدات لهم، «غرفة الموك» مسؤولية تنامي نفوذ «اليرموك» في الجنوب السوري، ونقلوا عن أحد قادة «الجبهة الجنوبية» قوله إن «الموك مارست ضغوطاً على فصائل الحر لمنعها من قتال داعش».
كذلك، أرجع أحد الضبّاط المنشقين مسؤولية ما حدث، أمس، إلى إضعاف «الحر»، في حين، توقّع آخر تحوّل حوران إلى «داعشية قريباً، إذا لم تتحرك الجبهة الجنوبية فوراً لمؤازرة النصرة وأحرار الشام».
في سياق آخر، واصل الجيش السوري تقدمه في سلسلة جبال الهايل، غربي مدينة تدمر، في ريف حمص الجنوبي الشرقي، مسيطراً على تلتين جديدتين، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «داعش»، وتمكّن وحدات الجيش من الإشراف الناري على مثلث تدمر.
وفي حلب، استعاد الجيش سيطرته على قرية كفر صغير، شمالي المدينة الصناعية، في الريف الشمالي الشرقي بعد استرجاعه كامل نقاطه شرقي القرية، بعدما سيطر عليها «داعش» لأقل من 24 ساعة. وأدت الإشتباكات إلى مقتل أكثر من 30 مسلحاً من التنظيم، بينهم مسؤول كتيبة «سيف الدولة»، أبو أنس الجزائري الذي بقيت جثته إضافة لـ18 آخرين، مع قوات الجيش. أما في الريف الشرقي، فقد فجّر أحد عناصر «داعش» نفسه، في حاجز لـ«قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) عند بلدة صرين، ما أدى إلى مقتل 6 قتلى منهم.
(الأخبار)

انسرت
واصل الجيش تقدمه في سلسلة جبال الهايل غربي تدمر