استغل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حادثة مقتل إسرائيليين في انفجار تركيا الأخير، كي يخطو خطوة إضافية باتجاه إسرائيل، ويتواصل مباشرة مع المسؤولين الإسرائيليين، وذلك في ظل مساع ومباحثات سرية بين أنقرة وتل أبيب، تتجاذبها مجموعة من العوامل حالت حتى الآن دون التوصل إلى اتفاق نهائي. لكن الإصرار التركي على التقارب مع إسرائيل، والمساعي الأميركية التي كشف عنها نائب الرئيس الأميركين جو بايدن، خلال زيارته الأخيرة لتل أبيب، تشير إلى وجود تصميم للوصول بهذه المفاوضات إلى اتفاق شامل، ينهي حالة القطيعة بين البلدين.
في السياق، ذكرت القناة الثانية الإسرائيلية، أن أردوغان وجه رسالة تعزية إلى نظيره الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، عبر فيها عن حزنه إزاء مقتل الإسرائيليين في عملية التفجير في إسطنبول، بالقول: «لقد أحزنني خبر مقتل الإسرائيليين». ولفتت القناة إلى أن الرئيس التركي دعا «المجتمع الدولي إلى الاتحاد ضد الإرهاب الذي يهدد البشرية كلها وقيمنا الأساسية». كذلك حرص أردوغان على توجيه رسائل العزاء «العميقة» إلى الشعب الإسرائيلي وعائلات القتلى.
سيُعقد في بداية نيسان لقاء آخر بين ممثلين عن إسرائيل وتركيا

وفيما شكلت هذه الحادثة مناسبة للتقارب بين الطرفين، أوضحت القناة الثانية أن إسرائيل تشترط على تركيا من أجل إتمام المصالحة، وقف نشاط حركة «حماس» على أراضيها تماماً. وأضافت القناة أنه سيُعقد في بداية نيسان لقاء آخر بين «ممثلي دولة إسرائيل والممثلين عن الحكومة التركية، على أمل التقدم نحو توقيع اتفاق... النقاشات حالياً تتركز في مسألة وجود حماس في تركيا إلى بقية الأمور الحساسة، بما في ذلك مسألة تعويضات عائلات ضحايا الأسطول التركي والحصار المفروض على غزة، وكلها يُمكن التوصل فيها إلى حل».
وسبق التّعزية الرّئاسيّة التركية برقيّة تعزية من رئيس الحكومة التّركيّة، أحمد داوود أوغلو، أرسلها إلى نظيره الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو.
في سياق متصل، رأى وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، أن «تركيا تفيض بالإرهاب الكردي والداعشي»، لكنه استغل الحادثة لإمرار المفهوم الإسرائيلي بالقول: «يجب أن نفهم أنه ليس هناك إرهاب جيد وإرهاب سيئ... من يدعم حماس فعليه أن يعرف أن هناك فقط إرهاب سيئ».
وفي ما خص العلاقات التركية ــ الإسرائيلية، قال يعلون: «لم نُدهور العلاقات مع تركيا، بل هم من فعلوا ذلك». وكان يعلون قد أعرب قبل نحو شهر عن عدم ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي، مشيراً إلى أن على تركيا «إغلاق مكاتب قيادة حماس التي تعمل على أراضيها».
وكانت «هيئة مكافحة الإرهاب» الإسرائيلية، قد أوصت بعدم سفر الإسرائيليين إلى تركيا، بعد التفجير الذي وقع السبت. وقالت الهيئة إن سبب التوصية هو زيادة التهديدات الأمنية للمواطنين هناك «بسبب العمليات التي ينفذها عناصر حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إلى جانب سقوط ثلاثة قتلى إسرائيليين وإصابة نحو 11 آخرين».
كذلك قال وكلاء سياحة في البلاد في أحاديث صحافية، إن عدداً من الرحلات التي كان من المقرر أن تنظم إلى تركيا قد ألغيت، من قبل أن تحذر الجهات الرسمية من السفر إلى هناك.
(الأخبار)