القاهرة | يبدو أن رموز نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بدؤوا بالعودة إلى الساحة السياسية، لكن بثوب سياسي جديد غير ذلك المشهور بعبارة «من أجلك أنت»، شعار الحزب الوطني الذي حكم مصر لأكثر من ثلاثة عقود قبل حله عقب ثورة «25 يناير».وفي أول إعلان رسمي وصريح عن ذلك، يُعقد مؤتمر ائتلاف الجبهة الوطنية باستاد القاهرة الاربعاء القادم للإعلان عن تحالف سياسي يحشد للتصويت على الدستور بنعم في الاستفتاء المزمع إجراؤه يومي 14 و15 كانون المقبل، على أن تُعلن خلال المؤتمر وثيقة التحالف حسبما أكد القيادي بحزب المؤتمر شادي العدل، في حديث لـ«الأخبار».
ويُعقد المؤتمر بحضور أحزاب المصريين الأحرار، والتجمع، والشعب الجمهوري، المؤتمر، الذي يضم بعضويته كبار رجال الدولة والحزب الوطني السابقين، والحركة الوطنية، الذي يرأسه المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، وكبار رجال نظام مبارك مثل كمال الجنزوري وعصام شرف وأسامه هيكل ويحيى الجمل وفايزه أبو النجا، طبقاً لما أفاد به صفوت عمران، القيادي بتيار المستقبل، أحد اعضاء الجبهة.
وأوضح عمران أن «ائتلاف الجبهة الوطنية تكون ليكوّن أكبر تحالف سياسي وانتخابي يخوض كافة الاستحقاقات الانتخابية القادمة بداية من الاستفتاء إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ويبدأ بحشد جميع الناخبين للتصويت بنعم في الاستفتاء على الدستور، كما سيتم التوافق لاحقاً على مرشح رئاسي واحد يحقق أهداف الثورة وشعارها الساحر (عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية)، إضافة إلى استقلال القرار الوطني وإقامة علاقات دولية متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
من جانبه قال نائب رئيس حزب المؤتمر صلاح حسب الله، لـ«الأخبار»: «إن الأحزاب السياسية خلال هذه الفترة تستعد لخوض الانتخابات البرلمانية وعقد التحالفات، والدفع بمرشحين ذوي سمعة طيبة وشعبية سابقة، ممن يُعرف عنهم تقديم الخدمات لأهالي الدوائر، وممن لم توجه إليهم أي اتهامات منذ اندلاع الثورة».
وأضاف: «إن الفترة القادمة ستشهد عقد العديد من التحالفات مع عدد من الأحزاب المدنية والليبرالية، أهمها حزب المصريين الأحرار، لخوض الانتخابات البرلمانية بقوة والدفع بشخصيات مشهورة وذات سمعة طيبة لدى المواطنين»، كاشفاً عن وجود نية لدى حزبه للاستعانة بنواب حزب وطني سابقين ممن لهم تواجد قوي في دوائرهم والمعروف عنهم تقديم الخدمات لأبناء مناطقهم ولم توجه إليهم أي تهم، رغم وجود أزمة نفسية حول الاستعانة برموز النظام السابق.
وأكد حسب الله أن حزب المؤتمر سيخوض الانتخابات فيما لا يقل عن 20 محافظة والدفع بمرشحين لهم فرصة قوية في الفوز بمقاعد البرلمان ومن أقوى تلك المحافظات الإسكندرية والشرقية وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والفيوم والبحيرة والبحر الأحمر وبورسعيد.
وفي تصريح لـ«الأخبار» رأى أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة «أن ظهور رجال مبارك على الساحة الآن يعد أكبر خطأ حدث منذ ثورة يناير (كانون2) وهو ما يهددها بالفعل»، موضحاً أن شبكة المصالح لعبت دوراً مهماً في حشد المعارضة ضد جماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم حاولت أن تكسب موجة الثورة، وتريد أن تسيطر على مصر ما بعد 30 حزيران، ولكن الرهان لازال على المواطن المصري، والذي لن يسمح بدوره بعودة ذلك النظام بأكمله.
ولكنه عاد ورمى الكرة بملعب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، بقوله «بما أن الاتجاه الآن هو إجراء الانتخابات الرئاسية أولاً، فإن الأمر بيد السيسي الذي سيحدد ترشحه من عدمه شكل الدولة»، موضحاً أنه حال ترشح السيسي فمشروعه هو الذي سيحدد أين مصر من نظام مبارك والثورة التي قامت ضده، وما إذا كانت بمنتصفهما، وبالتالي يكتفي بمجموعة من الاصلاحات وحسب.
ورأى نافعة أن شكل الدولة المقبل وموقفها من رجال مبارك لازال غامضاً في ظل عدم معرفتنا بشخص السيسي وما الذي سيفعله إذا أصبح رئيساً لمصر.