أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في زيارة مفاجئة لمحافظة كربلاء للإشراف المباشر على الخطة الأمنية لحماية زوار أربعينية الإمام الحسين أمس، وجود عشرات القياديين البارزين في تنظيم القاعدة داخل ساحات الاعتصام في محافظة الأنبار، مجدداً اتهامه لـ«دول إقليمية» لم يسمها بدعم المجاميع المسلحة لإثارة أعمال العنف في البلاد.وقال المالكي إن «الأجهزة الأمنية وقيادة عمليات الفرات الأوسط نجحت في التصدي لجميع المخططات الإرهابية الرامية إلى النيل من زوار العتبات المقدسة خلال الزيارة الأربعينية»، لافتاً إلى أنّ «لدينا معلومات دقيقة ومؤكدة عن وجود أكثر من 30 قيادياً بارزاً من تنظيم القاعدة في ساحة الاعتصام في الأنبار»، مبيناً «أنهم يتخذون من تلك الساحة مقراً لقيادة أعمالهم الإرهابية التي تضرب مختلف مدن العراق».
وأضاف المالكي أن «من يقف وراء القاعدة دولة إقليمية استبدادية وطائفية واحدة مكشوفة للجميع». وتابع: «اليوم أنتم تزورون بأمان وإخوتكم يطهرون الأنبار من الإرهابيين ونحن اليوم نخوض معركة شرسة ضد الإرهاب ومن أجل تأمين العيش الكريم للعراقيين من الشمال حتى الجنوب».
وأشار المالكي إلى أن «بعض الدول تحاول زرع الفتنة بين العراقيين ولكن مؤامراتهم لن تنجح والزائرون كانوا هدفاً للعبثيين ويقتلونهم وهم الآن يزورون ورؤسهم مرفوعة بفضل تضحياتكم وجهود الوزارات الخدمية ورجال الدفاع والداخلية».
وخاطب المالكي «الإرهابيين» بالقول: «أتحداهم من كربلاء، وأقول لهم خاب سعيكم ونحن أهل للتحدي وكل العرب والأجانب ليشاهدوا أننا نمارس طقوسنا من جهة ونضرب الإرهاب من جهة».
وكان المالكي قد لوح أمس باقتحام ساحات الاعتصام في الأنبار التي وصفها بأنها أصبحت معقلاً لتنظيم القاعدة، مهدداً أطرافاً سياسيةً وجهات احتفلت بمقتل قادة أمنيين وأفراد من الجيش والشرطة بملاحقتهم قانونياً.
من جهته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس، رئيس الوزراء نوري المالكي إلى ألّا تكون تهديداته الأخيرة باقتحام ساحات الاعتصام وفضها بالقوة ممهدةً «لتصفية الحسابات الطائفية» مع الطائفة السنية.
وقال الصدر إنه «سمع بتهديد المالكي لتظاهرات الغربية»، محذراً بالقول إنه «يجب ألا يكون ذلك مقدمة لتصفية الحسابات الطائفية مع أهل السنة، بل يجب أن يستهدف الإرهاب». وأضاف أنه «لا يجب أن يكون ذلك سبباً لتأخير الانتخابات التشريعية المقبلة عن موعدها النهائي، وإلا آل الأمر إلى ما لا تحمد عقباه»، مقترحاً إحالة قرار اقتحام ساحات الاعتصام إلى البرلمان للتصويت عليه، ومحذراً المالكي من التفرد بهذا القرار الذي «قد يندم عليه الجميع».
وحث الصدر المالكي على التشاور مع الشركاء في العملية السياسية «إن وجدوا» في تنفيذ قرار اقتحام ساحات الاعتصام «لا على نحو الأخبار بل الحوار».
إلى ذلك، دعا رئيس مجلس عشائر وأعيان تركمان العراق فيض الله صاري كهية، إلى «تدويل» القضية التركمانية لنشر قوات سلام دولية «تعزز الأمن» في مناطقهم، مشيراً إلى أن «عمليات استهداف التركمان قد اتخذت في الآونة الأخيرة منحى خطيراً، وباتت تستهدف التجمعات البشرية لقتل أكبر عدد ممكن من الأفراد».
وأضاف كهية «الأمر خطير، ويستدعي التحرك العاجل من لدن الأطراف التركمانية المعنية لنقل الملف التركماني إلى الأمم المتحدة، لاتخاذ ما يلزم حسب القوانين الدولية، ونشر قوات لحفظ السلام وتعزيز الأمن في مناطق تركمان، كما حصل سابقاً في الصومال ولبنان وكوسوفا وغيرها من بلدان العالم».
في غضون ذلك، أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز أمس «تدفق النفط الخام بشكل تجريبي عبر خط أنابيب جديد يمتد من إقليم كردستان إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط».
وكانت تركيا قد وقّعت مع إقليم كردستان حزمة اتفاقات للنفط والغاز بما يتيح للإقليم تصدير النفط والغاز بنحو مستقل عن بغداد إلى الأسواق العالمية عبر تركيا، ما أثار غضب الحكومة الاتحادية واعتراضها، مؤكدة أن مثل هذه التعاقدات «غير دستورية».
وكانت مصادر مطلعة قد أشارت إلى أن مرحلة تصدير النفط التجريبية قد بدأت من خلال أنبوب النفط الممتد من الأقليم الى تركيا، لكن كمية التصدير لم تكن بذاك الحجم الذي يمكن القول فيه إنه جرى تصدير النفط، لأنها مرحلة تجريبية وانتهت بنجاح».
(الأخبار، أ ف ب)