تعرّضت بلدتا نبّل والزهراء في ريف حلب لقصف صاروخي عنيف طيلة يوم أمس، من قبل المسلّحين الذين سبق أن هدّدوا باستهدافهما رداً على قصف الجيش السوري لتجمّعاتهم في قرى وبلدات حلب وريفها. وفيما استمر الجيش في استهداف مناطق عدة في حلب، اشتدّت حدة المعارك بينه وبين مسلحي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» في محافظة دير الزور.
وأفادت مواقع تابعة للنظام، أمس، عن استهداف عنيف لبلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين من قبل المسلحين منذ أكثر من عام ونصف العام. وذكرت مواقع المعارضة أنّ «أحرار سوريا نفذوا عهدهم منذ الصباح».
وفي السياق، أفاد مراسلنا في حلب (باسل ديوب) عن مقتل خمسة أشخاص في قصف صاروخي شنّه المسلحون، استهدف الوسط التجاري لمدينة حلب أمس، حيث سقطت قذائف عدة في باب الفرج والمنشية والعبارة، ما أحدث حالة ذعر، فيما عمدت المتاجر إلى إغلاق أبوابها.
في المقابل، لم تتوقّف عمليات الجيش العسكرية، وشنّت وحداته سلسلة هجمات استهدفت مقار وآليات المسلحين في أحياء هنانو والصاخور والأنصاري والسكري والجزماتي، ومناطق عديدة أخرى، وأوقعت عشرات القتلى في صفوف المسلحين، فيما قالت مصادر المعارضة إن بين القتلى ضحايا مدنيين.
وفي الريف الشمالي، استهدف سلاح الجو سيارات محملة بالسلاح والذخائر في حيلان القريبة من السجن المركزي وفي محيط موقع مشفى الكندي، وامتد القصف شرقاً ليشمل محيط المنطقة الصناعية في الشيخ نجار وقرى عربيد وكويرس بالقرب من المطار الحربي، ومنطقة مزارع الشهابي قرب مدينة الباب، التي شهدت اشتباكات بين مسلحي «الهيئة الشرعية».
خدماتياً، عاد التيار الكهربائي إلى مدينة حلب بعد انقطاع استمر 48 ساعة إثر قطع مسلحي «الدولة الإسلامية» التغذية عن المدينة من مركز تحويل الزربة، الأمر الذي تسبب بانقطاع التيار لاحقاً عن مناطق واسعة من الريف الغربي التي ينتشر المسلحون في قراها.
على صعيد آخر، احتدمت المعارك في دير الزور أمس بين الجيش ومسلحي «الدولة الإسلامية» في محيط مخازن الأسلحة التي يحاول المسلحون السيطرة عليها منذ الأسبوع الماضي، في العملية التي أطلقوا عليها تسمية «غزوة الخير». وفجّر انتحاري نفسه بالقرب من حاجز البانوراما عند المدخل الجنوبي للمدينة، بحسب ما أفاد عناصر التنظيم. وذكر مسلحو «الدولة» أنهم سيطروا بالتعاون مع «جبهة النصرة» على مبنيي «بنك بيمو» و«سيرياتل»، ونشروا عدداً من أشرطة الفيديو عن المعارك في المدينة، حيث يظهر مسلحون من جنسيات عربية مختلفة. وأشارت مواقع «جهادية»، مساء أمس، الى تنفيذ عملية انتحارية ثانية «قرب الأمن العسكري في حي الرشدية في دير الزور ومقتل عدد من ضباط الحرس الجمهوري». ونقلت قناة «الميادين» خبر مقتل وجرح أكثر من 30 مسلحاً في الاشتباكات بين الجيش و«الدولة الإسلامية» في محيط مخازن التسليح في دير الزور.
إلى ذلك، استمرّ الجيش في تقدّمه في بلدة عدرا العمالية في شمالي شرقي دمشق، في وقت صعّد فيه هجومه في كل من دوما وجوبر ويبرود.
واعتصم مئات المواطنين، أمس، أمام مبنى فرع اتحاد العمال في درعا استنكاراً «لجرائم المجموعات الإرهابية المسلحة بحق المدنيين الآمنين في مدينة عدرا العمالية السكنية». في موازاة ذلك، ذكرت وكالة «سانا» السورية الرسمية أنّ وحدات من الجيش أوقعت أعداداً من المسلحين قتلى ومصابين، بعضهم من جنسيات عربية، في سلسلة عمليات نفذتها ضد تجمعاتهم في دوما ومزارع عالية وبلدة الريحان، في ريف دمشق. وفي الريف الشمالي للعاصمة، أوقع الجيش 15 مسلّحاً عند دوار الشوايا والمنطقة الصناعية في يبرود، بحسب «سانا».
(الأخبار)