مع اقتراب موعد الدفعة الثالثة من تحرير الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وبالتالي اقتراب موعد الاعلان عن دفعة إضافية من بناء الاف الوحدات الاستيطانية، كجزء من المعادلة التي فرضتها الدولة العبرية، يحاول الاتحاد الاوروبي القيام بمحاولة احتواء استباقية لما سيلي الحدثين من مواقف تؤدي إلى توتير عملية التفاوض بين الطرفين، كما حصل في المرة السابقة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي وجهت رسالة مشتركة إلى إسرائيل تطالبها فيها بعدم الإعلان عن بناء جديد في المستوطنات بعد تحرير الدفعة المقبلة من الأسرى الفلسطينيين، في نهاية الشهر الجاري، موضحة أنه إذا انهارت العملية السياسية، نتيجة الاعلان عن بناء الوحدات الاستيطانية، فإن المسؤولية ستلقى على إسرائيل.
ولفتت صحيفة «هآرتس» إلى أن وزراء خارجية 28 دولة عضواً في الاتحاد الاوروبي، سبق أن اتخذوا قراراً كشفت عنه الصحيفة يوم الجمعة الماضي، يقضي بأنه إذا وُقّع اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني، فإن الاتحاد الاوروبي سيمنح الطرفين «رزمة غير مسبوقة»، من المساعدات الاقتصادية والسياسية والامنية، ويرفع مستوى العلاقات معهما.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن دبلوماسي اوروبي رفيع قوله، إنه بعد ساعات قليلة من نشر القرار في بروكسل، طلب سفراء بريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا في تل ابيب، لقاء عاجلاً مع المدير العام لوزارة الخارجية بالوكالة، نسيم بن شطريت، بهدف نقل رسالة مشتركة إلى إسرائيل من قبل الدول الكبرى في الاتحاد الاوروبي بخصوص عملية التسوية. وبحسب «هآرتس»، عبرَ السفراء عن قلقهم من أن تعلن إسرائيل عن عطاءات جديدة، وعن دفع خطط الاف الوحدات الاستيطانية قدماً، كما فعلت في المرتين السابقتين، بالتزامن مع تحرير الأسرى الفلسطينيين في التاسع والعشرين من الجاري.
وأضاف السفراء إن دولهم تنظر بخطورة إلى اي خطوة من هذا النوع، مشيرين إلى المسؤولية في هذه الحالة ستلقى على الطرف الاسرائيلي.
كذلك استدعت وزارات خارجية الدول نفسها، دبلوماسيين من السفارات الاسرائيلية في لندن وباريس وروما ومدريد وبرلين، للقاءات مشابهة وتوجيه رسائل مشابهة إليهم.
إلى ذلك، يفترض أن يكون القناصل العامون للاطراف الاوروبية الخمسة، قد التقوا كبار مسؤولي القيادة الفلسطينية في رام الله، وأكّدوا لهم أنه سيكون للفلسطينيين الكثير مما يخسرونه اذا ما فشلت المفاوضات مع إسرائيل، في محاولة لثنيهم عن اتخاذ «خطوات متسرعة» كما ذكرت «هآرتس».
واشارت الصحيفة أيضاً إلى أن الرسالة الاوروبية كانت منسقة مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وتأتي في سياق دعم المساعي التي يبذلها على مسار التسوية، مضيفةً إن كيري يحتمل أن يأتي إلى المنطقة مع نهاية الاسبوع في جولة محادثات اخرى، بهدف عرض «اتفاق اطار» على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، يتضمن مبادئ لحل المسائل الجوهرية حول الحدود والترتيبات الامنية والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات.