اشتدّت حدة الاشتباكات في حلب (شمال سوريا) أمس، وذلك لليوم الثاني على التوالي، حيث صعّد الجيش السوري عملياته العسكرية ضد مراكز الجماعات المسلحة المعارضة في أحياء سيف الدولة وطريق الباب ومساكن هنانو، إضافة الى حي الصخور. اشتداد المعارك دفع بالفصائل المسلحة الموجودة في المدينة وريفها الى التهديد بقصف بلدتي نبُّل والزهراء في الريف الشمالي لحلب، والتابعتين لمنطقة أعزاز. هاتان البلدتان محاصرتان حصاراً شديداً من قبل المسلحين، لا سيّما «جبهة النصرة» و«الدولة الاسلامية في العراق والشام»، منذ أكثر من عام ونصف العام. وأعلنت قيادة «لواء أحرار سوريا»، في بيان لها أمس، أنها صوّبت مدافع الهاون والصواريخ باتجاه مدينتي نبّل والزهراء لقصفهما في حال لم يوقف الجيش استهداف المناطق التي يسيطر عليها المسلحون المعارضون في حلب. كذلك هدّدت الفصائل باستهداف مقار عسكرية وأمنية في حال لم يتوقّف القصف في 24 ساعة. ونقل ناشطون معارضون أن حصيلة ضحايا عمليات القصف في حلب ارتفعت الى أكثر من 70 قتيلاً، متهمة النظام باستهداف المدنيين ببراميل متفجرة يلقيها عبر الطائرات الحربية. في المقابل، نفى مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس» أن تكون الطائرات تستخدم براميل متفجرة، مشيراً الى أن «الطائرات ألقت قنابل على حلب، وأن الارهابيين يطلقون عليها اسم البراميل المتفجرة». وأوضح أنه سيتم «قصف الارهابيين بالقذائف أينما كانوا». من جهتها، ذكرت وكالة «سانا» الاخبارية أمس أن وحدات الجيش أوقعت عشرات القتلى في صفوف المسلحين في مدينة حلب وريفها. وأفاد مصدر عسكري لـ«سانا» بأن وحدات من الجيش «قضت على تجمعات للإرهابيين في كسارات الوضيحي ومعامل الشيخ سعيد وجنوب شركة الصرف الصحي وقرى كفر كار وبنان الحص وعربيد والجديدة وكويرس وكصكيص.
وأضاف المصدر «إنه تم إيقاع عشرات الإرهابيين قتلى ومصابين وتدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم في المدينة الصناعية ومحيط كل من النيرب ومشفى الكندي وسجن حلب المركزي».
في سياق آخر، قال مصدر في قيادة شرطة حلب إن طفلة استشهدت وأصيب 3 أطفال آخرين جراء اعتداء بقذيفة هاون على مدرسة الكهرباء في حي حلب الجديدة.
في موازاة ذلك، تتكشّف يوماً بعد يوم المجازر التي ارتكبها مسلحو «جبهة النصرة» و«الجبهة الاسلامية» في عدرا العمالية شمالي شرقي دمشق، في ظل استمرار المعارك بينهم وبين الجيش السوري الذي طوّق أماكن عدة يتمركز فيها المسلّحون. وتحدثت مواقع موالية للنظام السوري، نقلاً عن شهود عيان استطاعوا الهرب من المدينة، عن «إعدامات ميدانية اقترفها المسلحون وحصار مئات العائلات في منازلهم».
الى ذلك، ارتفعت حدة المعارك في بلدات ريف دمشق في حي القابون وبيت سحم ودوما والضمير، كما قصفت الطائرات الحربية مواقع المسلّحين في يبرود ومزارع ريما في القلمون.
وذكرت «سانا» أن وحدات الجيش استهدفت منطقة دوما ومزارع ريما وحي القابون، إضافة الى إيقاع عشرات المسلحين قتلى ومصابين جنوب شرق جامع حسيبة في مدينة دوما وحارة الديرية بين دوما وحرستا ومزارع عالية والعب والشيفونية.
وفي معلولا، لم تتوقّف المعارك بين الجيش والمسلحين، لا سيّما عناصر «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» الذي أعلن عن قتل 9 عناصر من الجيش في كمين على أطراف المدينة، في ظل استمرار قصف مقار المسلحين بالدبابات والمدفعية من قبل الجيش.
على صعيد آخر، وبعد مرور أكثر من 25 يوماً على الهجوم الذي شنّته جماعات مسلحة معارضة في الغوطة الشرقية في دمشق، أصدرت القيادة العامة للمعركة التي أطلقت عليها اسم «الله أعلى وأجل» البيان الرقم 1، «بعد التكتم الإعلامي عن معارك كسر الحصار الذي هو جزء من استراتيجية هذه المعركة». وبحسب البيان، شارك عناصر «جيش الاسلام، ‏جند الملاحم، الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، ‏فيلق الرحمن، كتيبة نور الغوطة، كتيبة جند الحق»، بالتعاون مع «سرايا الرباط الإلكتروني» في الهجمات «التي خطّط لها بالتنسيق مع بعض الجنود داخل خطوط العدو بدقة عالية أذهلت النظام وأعوانه». أمّا في ما يتعلق بنتائج المعركة، فتحدّث البيان عن «تحرير العديد من البلدات»، لكن من دون تسمية أي منها، إضافة الى تدمير آليات والاستيلاء على غنائم.
ورداً على سؤال، قال مصدر جهادي في «جيش الإسلام»، تعليقاً على البيان، إن «ما حصل في الغوطة الشرقية هو إنجاز كبير جداً، لكن لم ندخل في معلومات إضافية لأسباب أمنية، ولأن العمليات لا تزال قائمة»، مضيفاً أن «تفاصيل أكثر ستُنشَر قريباً».
وفي درعا (جنوب سوريا)، صعّد الجيش عملياته العسكرية ضد مسلحي «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» و«الجيش الحر» في بلدات إنخل وجاسم وسملين. يذكر أن الفصائل المسلحة أطلقت معركة «نصر من الله وفتح قريب» في الأسبوع الماضي.
وفي دير الزور، أو «ولاية الخير» بحسب ما أطلق عليها تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، لا تزال المعارك على أشدها لليوم الرابع على التوالي. وأنشأت صفحة على «تويتر» باسم «ولاية الخير» التي شرحت فيها «الدولة الاسلامية» أنها الوحيدة المعنية بنشر أخبار معارك دير الزور. وأشار مناصرو «الدولة الاسلامية» إلى أن «جيش الإسلام» لا يشارك في هذه المعركة.
(الأخبار)