يبدو أن الدعوات المتكررة والمتصاعدة في مصر لبعض القوى بضرورة ترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي لمنصب رئاسة الجمهورية لاقت صدى لدى الرجل الذي أكد في عدة مناسبات، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، أنه لا ينوي الترشح للرئاسة. فقد نقلت صحيفة «الوفد» المصرية عن مصادر مقربة من السيسي، أمس، أنه في الأيام الأخيرة، «بعد ضغوط كبيرة مارسها عليه المقربون منه، لم يمانع الفريق السيسي من الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ولكن بشروط، وآليات معينة سيبديها في حينها». وطالب عمد ومشايخ القبائل في محافظة مطروح (شمال غربي)، الفريق السيسي أثناء زيارته للمحافظة،أمس، بالترشح لرئاسة الجمهورية بهدف ما سموه «إنقاذ مصر».

وقال المهندس سعيد الحفيان، عضو مجلس شورى القبائل العربية للوزير السيسي: «أنت مشروع إلهى لإنقاذ مصر، وكلنا نطالبك بالترشح للرئاسة، والدول العربية تحسدنا على رجل مثلك. أنقذ مصر قبل وقوعها في يد الإخوان».
لكن هذه الدعوات لم ترق الكثير من القوى السياسية، حتى تلك التي تحالفت مع الجيش لإسقاط الإخوان، وقال القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، ومؤسس حركة كفاية، جورج اسحاق، إنه «لم يكن يتمنى أن يترشح السيسي لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة»، مضيفاً أن السيسي مواطن مصري من حقه أن يترشح، لكني كنت أرجو «أن يظل على رأس مؤسسة الجيش المصري التي تعد المؤسسة الوحيدة الباقية لنا». وفي السياق، أعرب نائب الرئيس الصيني لي يوان شياو، عن احترام بلاده الكامل لحق الشعب المصري في تقرير مستقبله، مبدياً في الوقت ذاته رفض بلاده لكافة التدخلات الخارجية في الشؤون المصرية خلال لقائه وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في العاصمة بكين التي يزورها الأخير حالياً، ضمن جولة آسيوية تتضمن أيضاً كوريا الجنوبية واليابان، وتستمر حتى 21 الجاري.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، في بيان أمس إن اللقاء شهد أيضاً إعلان الصين عزمها على تقديم دعم لمصر بمبلغ 150 مليون يوان صيني (24.5 مليون دولار أمريكي)، كمنحة إضافية لا ترد لتنفيذ مشروعات هناك.
من جهة ثانية، قرر «تحالف دعم الشرعية ومناهضة الانقلاب» الذي تقوده جماعة الاخوان المسلمين مقاطعة الاستفتاء على مشروع الدستور. وقال المتحدث باسم التحالف حمزة الفروي: «إننا نرفض أي اقتراع تحت الحكم العسكري»، مضيفاً أن التحالف سينظم حملة لمقاطعة الاستفتاء. وتابع: «لا يمكن أن تأتي بدستور فوق دبابة وتدعو إلى التصويت عليه».
وعلى النقيض من ذلك، أعلنت «الدعوة السلفية» في الاسكندرية شمال مصر، وحزب النور المنبثق منها، بدء حملتهما الترويجية، لمشروع الدستور المعدل، اليوم، بتنظيم مؤتمر جماهيري في المعقل الرئيسي للدعوة بالإسكندرية.
وبحسب بيان صادر عن حزب النور، ستُدَشَّن الحملة في المؤتمر بحضور شيوخ الدعوة السلفية، وفي مقدمتهم ياسر برهامي نائب رئيس جماعة الدعوة السلفية في مصر، وعبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة، وأحمد فريد عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)