لعل التجاهل هو الدواء الأفضل للأمراض المستعصية. على الأقل هذا على ما يبدو رأي دول الخليج التي عقدت قمتها في الكويت أمس، متجاهلة انقساماً لامس حدّ التمرد على السعودية، كان قد طفا على السطح خلال اليومين الماضيين، على خلفية اقتراح هذه الأخيرة الانتقال من مجلس التعاون إلى حال من «الاتحاد».وفي ظل تغيّب كل من ملك السعودية وسلطان عمان ورئيس الإمارات، افتتح أمير الكويت صباح الأحمد الصباح القمة الـ34 لدول مجلس التعاون الخليجي، التي تختتم أعمالها اليوم بالتأكيد على ارتياح المجلس للاتفاق الدولي الذي جرى في العاصمة السويسرية جنيف بشأن الملف النووي الإيراني وبالدعوة إلى وقف «الكارثة الانسانية» في سوريا. وكان إلى جانبه من الزعماء كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
وقال الأمير الكويتي «لقد عبّرت دول المجلس عن ارتياحها لاتفاق جنيف التمهيدي حول البرنامج النووي الايراني»،
مؤكداً أن دول المجلس تتطلع إلى «أن يتحقق لاتفاق جنيف النجاح ليقود إلى اتفاق دائم يبعد عن المنطقة شبح التوتر».
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، شدد الصباح على ضرورة مضاعفة «الجهود والعمل مع المجتمع الدولي، لا سيما مع مجلس الأمن الذي وقف عاجزاً وبكل أسف عن ممارسة مسؤولياته التاريخية لوضع حدّ لهذه الكارثة الانسانية».
بدوره، دعا رئيس مجلس الأمة الكويتي (البرلمان)، مرزوق علي الغانم، قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى توسيع نطاق التعاون الاقتصادي ورفع وتيرته «لنفرض وجودنا بين الكتل الاقتصادية العالمية من خلال سوق مشتركة».
وفي تناغم مع الدعوة السعودية لاتحاد الدول الست، شدد الغانم في كلمته، التي تعد الأولى لرئيس برلمان في القمم الخليجية، على ضرورة الانتقال من مرحلة التعاون إلى دائرة التكامل، مطالباً «بزيادة وتنويع آليات وقنوات التشابك الثقافي والمعرفي والمجتمعي، والاهتمام بقضايا الشباب الذين هم عماد المستقبل ووقود التنمية».
ولفت إلى اتفاق رؤساء البرلمانات الخليجية على تشكيل لجنة مشتركة تعمل على توحيد التشريعات المتعلقة بالجوانب الاقتصادية، تمهيداً للوصول إلى تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المجلس.
ويلتئم شمل القمة الخليجية وسط ظروف إقليمية وعربية ودولية وصفها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، في تصريحات سابقة، بأنها «ظروف بالغة الحساسية والدقة، تتطلب من دول المجلس تدارس تداعياتها على مسيرة التعاون الخليجي، حفاظاً على ما حققته من منجزات حضارية ومكتسبات عديدة لمصلحة أبناء دول المجلس».
(أ ف ب، الأناضول)