رغم ضرب موعد واضح لمؤتمر «جنيف 2»، لا تزال الرؤية قاتمة أمام التحضيرات النهائية لعقده، إذ لا تزال معضلة وفد المعارضة وشكله غير واضحين، كما مسألة الدول المدعوة. وما قبل 22 كانون الثاني (موعد المؤتمر)، يُنتظر في 20 الشهر الجاري تبيان جدول الأعمال المؤتمر، خلال اجتماع ثلاثي آخر يجمع واشنطن وموسكو والأمم المتحدة.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن نسيركي، الخطوات التي سوف تتخذ حتى موعد عقد «جنيف 2»، مؤكداً عدم وضوح الرؤية حول تركيبة وفد المعارضة السورية ووفد الحكومة. وقال إنّ الاجتماعات التي ستعقد بعد ٢٠ كانون الأول الحالي ستحدّد الأطراف والمنظمات والدول وترسم إطار المؤتمر وتحدّد جدول الأعمال.
وأكد أنه لا تزال قائمة الدول والمنظمات مثل جامعة الدول العربية وغيرها التي سوف تدعى ليست معروفة بعد، مضيفاً: «سيكون هناك لقاء ثلاثي آخر يجمع الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة يعقد في جنيف في العشرين من الشهر الحالي وسيتخلله نقاش كامل حول نتائج المشاركين وأمور مثل جدول الأعمال. ومن نتائج ذلك الاجتماع سيتمكن الأمين العام (بان كي مون) من إرسال دعوات، وهذا لم يكتمل بعد».

في السياق، أعلنت جامعة الدول العربية، أمس، أنّها ستعقد اجتماعات تحضيرية للإعداد لمؤتمر «جنيف 2».
وقال نائب أمين عام الجامعة، أحمد بن حلي، إنّ «الاجتماعات التحضيرية في 20 كانون الأول سيعقبها عقد لقاء موسّع يضم الدول الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن، في حين ستعقد دول الجوار السوري اجتماعاً آخر بمشاركة الجامعة العربية لبحث الترتيبات لعقد المؤتمر».
وأعرب بن حلي عن «عدم تفاؤله بأن يكون 22 كانون الثاني موعداً لإطلاق المؤتمر، لأن هناك ترتيبات من جانب المعارضة السورية للمشاركة فيه».
من جهته، أعرب الموفد الأممي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، عن تأييده لقيام جمهورية جديدة في سوريا، سيحدد السوريون «طبيعتها».
وفي مقابلة مع شبكة التلفزيون السويسرية العامة «ار تي اس»، دعا إلى «تسوية سريعة» للنزاع «وإلا فإنه سيكون لدينا صومال كبيرة (...) مع زعماء حرب وأمراء من كل الأنواع سيتقاسمون البلد».
من جهة أخرى، جدّد الإبراهيمي أمله بأن تشارك إيران والسعودية في مؤتمر «جنيف 2». وأضاف أنّ «الأطراف لا تبدو مستعدة في الوقت الراهن للتحدث عن وقف لإطلاق النار قبل الاجتماع».

«العمل المعقّد» لم يبدأ بعد

من ناحية أخرى، قالت رئيسة البعثة المشرفة على تدمير الأسلحة الكيميائية السورية، سيغريد كاغ، إنّ العمل «الأكثر تعقيداً» آتٍ في عملية تدمير الترسانة الكيميائية السورية. وأضافت أنّ القتال في سوريا عقبة كبيرة تعترض تطبيق إزالة المواد الكيميائية الأكثر خطورة بحلول نهاية العام لتدميرها على متن سفينة أميركية.
وقالت، لمندوبين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، «إنّ الطريق بين دمشق ومدينة حمص كان مغلقاً خلال رحلة إلى المنطقة في مطلع الاسبوع الماضي، واضطررت إلى استخدام طائرة هليكوبتر للسفر إلى اللاذقية، وهو الميناء الذي ستشحن منه مئات الاطنان من الكيميائيات السامة إلى منشآت في البحر لتدميرها».
إلى ذلك، بدأت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تزويد السفينة «ام في كيب راي» بما يلزم من تجهيزات للتمكن من تدمير قسم من الترسانة الكيميائية السورية على متنها، كما أعلن متحدث باسم البنتاغون.
إلى ذلك، ينوي رئيس فريق التحقيق الأممي في استخدام «الكيميائي» في سوريا، آكي سيلستروم، الانتهاء من وضع التقرير النهائي حول استعمال هذا السلاح مع حلول منتصف الشهر الجاري.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)