تسعى تل أبيب لاحتواء التداعيات السلبية «للمعاملة غير اللائقة» بحق ثلاثة من «دروز الجيش الإسرائيلي»، منعوا من الدخول إلى مفاعل ديمونا النووي قبل أيام، والتأكيد على أن هذا الحادث «لا يفسد في الود قضية». إلا أن الحادث الذي وقع السبت الماضي، والذي تجند لاحتوائه صناع القرار في تل أبيب، أثبت من جديد أن غير اليهودي لن يكون مواطناً إسرائيلياً كاملاً، مهما كان «وفاؤه» للدولة الصهيونية، وسيبقى مواطناً درجة ثالثة وتابعاً وخادماً، لا أكثر.
وكان الجيش الإسرائيلي قد منع ضابطاً وجنديين من الطائفة الدرزية من دخول مفاعل ديمونا في النقب «لأسباب أمنية»، الأمر الذي عدّه الإعلام العبري، كما ورد في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، «إذلالاً للجنود الدروز خلال أدائهم المهمة».
وذكرت الصحيفة أن «الحادث وقع قبل أسابيع، حيث وصلت إلى مفاعل ديمونا حافلة مليئة بالجنود، لإجراء تدريبات تتصل بالحراسة، وطلب منهم تسليم بطاقاتهم، وبعد دقائق منع الجنود الدروز من الدخول إلى المفاعل، بموجب التعليمات الصادرة».
وكما هي العادة المتبعة في حوادث تمييز وإذلال مماثلة حدثت في السابق، أطلقت تل أبيب جملة من المواقف والتصريحات الاسترضائية والمستنكرة، قادها هذه المرة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي أكد على الدور الهام والحيوي الذي يضطلع به الدروز في خدمة الدولة العبرية، وطالب بضرورة استخلاص العبر مما حصل.
ونقلت الإذاعة العبرية عن نتنياهو قوله إن «إخواننا الدروز هم جزء منا، وهم يخدمون في الوحدات القتالية في الجيش، وينبغي لنا أن نتعامل معهم على قدم المساواة».
بدوره، أعرب وزير الدفاع، موشيه يعلون، عن استيائه من الحادث، وقال للإذاعة العبرية إن «الحادث خطير ومدان ويتعارض تماماً مع كل السياسات المتبعة، وبالتالي من الصعب الوقوف موقف المتفرج ومشاهدة هذا التمييز»، إلا أنه أكد في المقابل أن «هذا الحادث لن يضرّ بالعلاقات القائمة بين دولة إسرائيل والدروز، إذ إن المجتمع الدرزي هو في قلب الجيش، ومساهمته هي مسألة مثيرة للإعجاب».
ورغم أن الحادث أثار «ردة فعل درزية» مستنكرة «لحادث التمييز»، إلا أن أحداً في إسرائيل لا يتوقع تداعيات سلبية على الحضور الدرزي في الجيش الإسرائيلي، بل توجد تأكيدات إضافية صدرت في أعقاب حادثة ديمونا، على النقيض تماماً.
صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أجرت مقابلة مع قائد الكتيبة الدرزية في جيش الاحتلال، رأفت الحلبي، الذي أكد على متانة العلاقة واستمرارها. وركز الحلبي على ما سماه «المصير المشترك بين الدروز واليهود».