يواصل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا «اجراءات بناء الثقة» مع الوفود السورية. اجتماعات «مفيدة وبناءة» لكنه تفتقر حتى الآن إلى النقلة النوعية. هذه النقلة تنتظر لقاء كيري ــ لافروف، وبلورة «الانسحاب الجزئي» الروسي من سوريا وما سيقدمّه الطرف الآخر من تنازلات.بعيداً عن أروقة المفاوضات، كانت الطائرات الروسية تساهم في عملية الجيش المتواصلة في تدمر. هيئة الأركان العامة الروسية أكدت مشاركة سلاحها الجوي في المعركة، «واستمرارها في ضرب الإرهاب في طلعات يومية». شمالاً، حيث أعلن الأكراد الفدرالية، لا تزال المواقف الرافضة تتواصل، إذ أكّد، رئيس «الإئتلاف» المعارض، أنس العبدة، رفض «الإجراءات الأحادية التي قامت بها مجموعة من الأحزاب الكردية في إعلان نظام فدرالي». أما تيار «قمح» الذي يرأسه المعارض هيثم منّاع، الرئيس المشترك لــ«مجلس سوريا الديمقراطية»، فقد أكّد أن «التيار غير معني بمخرجات اجتماع رميلان»، رافضاً «أن تُفرض على مجلس سوريا الديمقراطية كأمر واقع».
وفي العودة إلى جنيف، وصف رئيس الوفد الحكومي، بشار الجعفري، المحادثات بـ«المفيدة»، حيث جرى التركيز خلالها على «ورقة العناصر الأساسية للحل السياسي للأزمة»، وهي الورقة التي قدمها الوفد لدي ميستورا، في الجلسة السابقة. ورأى «أن إقرار هذه المبادئ التي سميناها العناصر الأساسية سيؤدي إلى حوار سوري ــ سوري جاد يسهم في بناء مستقبل بلادنا... بقيادة سورية ودون تدخل خارجي ودون طرح أي شروط مسبقة».
بدوره، وصف دي ميستورا الوثيقة بـ«الجيدة والعميقة»، موضحاً أن «الأسبوع المقبل سيكون الأخير في الجولة الثانية من الحوار، وسيجري التركيز خلالها على إيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف السورية». وأشار إلى أن المسافة بين الطرفين لا تزال «واسعة»، لافتاً إلى أن مباحثات الأمس، بدأت مع الوفد الاستشاري النسائي، باعتباره «جسراً بين النساء في مختلف الوفود بطريقة غير رسمية».
كذلك، التقى دي ميستورا وفد معارضة الداخل، منوهاً بالجهود الروسية والأميركية الموازية لحوار جنيف، مشيراً إلى أن الاجتماع المرتقب بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري سيكون في غاية الأهمية.
بالتوازي، بحث مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع دي ميستورا آخر التطورات السياسية في سوريا، واصفاً مساعي دي ميستورا بـ«المهمة»، بحسب وكالة «إرنا»، الإيرانية.
وانتقد عبد اللهيان حضور بعض الوجوه الإرهابية، في محادثات «جنيف 3»، مؤكداً ضرورة إرسال المساعدات الإنسانية إلى كافة أنحاء سوريا. أما دي ميستورا، فقد أشاد بجهود إيران في محاربة الإرهاب، ودعمها للحل السياسي.
في السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن بلاده ستوافق على أي بنية لسوريا، إذا نالت موافقة كل الأطراف المشاركة في المفاوضات. وقال: «توجد مجموعة كبيرة من الوثائق، التي تحدد مواعيد ومراحل العملية السياسية، ويجب أن تنجز بعد 18 شهراً»، مضيفاً «حينها، ستوقع الوثائق الختامية حول تسوية الأزمة، وإجراء الإنتخابات على أساس دستور شعبي تعده حكومة وحدة وطنية». ونوه بأن تقرير مصير الأكراد في سوريا يبدو ممكناً، ولكن يجب أن يذكر ذلك في الدستور الجديد.
(الأخبار)