دمشق | منذ بداية الأزمة في سوريا، تغيّرت شوارع البلد ولم تعد تشبه ملامحها القديمة. فبعيداً عن مشاهد الدمار في المناطق الساخنة، أخذت الأحياء الأخرى صورة قاتمة ومؤلمة لبلد يعاني ويلات الحرب منذ ثلاث سنوات. إذ لا تخلو شوارع دمشق اليوم من الحواجز الأمنية المنتشرة في مختلف المناطق والأحياء. هذه الحواجز غيّرت من مساحات العاصمة وخلقت نوعاً من الازدحام، جعل التنقل في العاصمة أزمة في حدّ ذاته، ما دفع بعض الشبان والشابات إلى التفكير بتغيير عاداتهم والعودة الى الدراجة لتصبح وسيلتهم الأساسية.
أنشأ هؤلاء صفحة خاصة بهم على موقع «فيسبوك» حملت اسم «صار بدها بسكليت». وتحت شعار «بدي صير بسكليتاتي وطلّع الميكرو من حياتي»، تمكّنت الصفحة من حصد شعبية واسعة في الأشهر الأخيرة، علماً بأن عمرها تجاوز العام. اليوم، عدد المشتركين في الصفحة يفوق ثمانين ألفاً، عدد كبير منهم من الفتيات اللواتي ينشرن صورهن على الدراجة، ويتبادلن قصصهن وتجاربهن بعدما أصبحت الدراجة جزءاً من حياتهن اليومية. رنيم الشديد، إحدى المشرفات على الصفحة والطالبة في كلية الهندسة المعلوماتية، تذهب يومياً إلى جامعتها على الدراجة. لا تفكر كثيراً بانتقادات البعض لها، وتقول إنّها في البداية وجدت صعوبة في إقناع عائلتها بالفكرة، إذ خافوا عليها من انتقادات المجتمع، معتبرين أنّ الأزمة موقتة وستنتهي، «ولكن الازدحام بقي كما هو، ما دفعهم إلى قبول الفكرة». وترى اليوم أنّ ردود الفعل باتت إيجابية، والناس بدأوا يتقبلون فكرة قيادتها، وكثيرات غيرها، للدراجة. ويؤكد عبد المجيد رحمن، أحد المسؤولين عن الصفحة، أنّ الوضع في البداية لم يكن يسيراً بسبب الخوف من الشرطة والحواجز، وتعرض عدد من الدراجات للحجز، لكن الحال تغيّرت اليوم. ويشير، في حديثه لـ«الأخبار»، الى أنّه يخطّط، وأعضاء الصفحة، لتنظيم نشاط جماعي بحيث يجولون في عدد من شوارع دمشق بواسطة الدراجات، ويشترك فيه عدد كبير من الناس بهدف التحفيز، «وهو أمر لم يتحقق بعد لعدم تعاون أي جهة». وهذا ما أكدته رنيم بالقول إنّ ما يبحثون عنه الآن هو دعم أي جهة لهم وتبني الأمر، إذ تواصلوا مع إدارة المرور، ومحافظة دمشق، والجمعية البيئية، لكنهم لم يتلقوا الدعم من أي منهم والجميع اقترح عليهم التريث.
عنوان الصفحة: https://www.facebook.com/ItNeedsABike