يبدو أن مرحلة البدء برفع العقوبات الاقتصادية الدولية عن ايران اثر الاتفاق النووي، قد دفعت العديد من دول العالم إلى التوجه نحو الجمهورية الاسلامية في طابور طويل، سعياً الى ضمان مكان لها في «العهد الجديد»، حسبما رأت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية.
واشارت الصحيفة الى أن فنادق طهران امتلأت هذا الأسبوع بمندوبي دول مشاركة في مؤتمر مجلس وزراء التعاون الاقتصادي ECO، الذي انتُخِبت ايران لرئاسته، لافتة الى أن تركيا وباكستان والهند وأذربيجان وجنوب افريقيا ودول أميركا الجنوبية تقف في الطابور.
وأضافت «هآرتس» أنه كان هناك أيضاً ممثلو شركات غربية سعت إلى دراسة إمكانية توقيع عقود مستقبلية، مشيرة إلى المدير العام لشركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال»، الذي أعلن أن شركته ستجدد العقود التجارية مع ايران اذا ما خُفِّفت العقوبات.
وأوضحت الصحيفة الاسرائيلية أن البشرى الفورية ستكون لشركتي سيارات «بيجو» و«سيتروان»، وخاصة بعدما سارع وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الى الإعلان هذا الاسبوع، ان بلاده تستطيع إزالة العقوبات عن قطع غيار السيارات من منتصف كانون الاول.
وفيما لفتت «هآرتس» الى التوقعات بأن ترتفع المبيعات الفرنسية لإيران، بـ 500 مليون دولار خلال ستة أشهر، تابعت أيضاً بالحديث عن الآفاق التي تنتظر تصدير السيارات الايرانية الى المنطقة والى روسيا، مشيرة الى أن هذه باتت قصة أخرى، وأن شركات ألمانية ستنضم أيضاً إلى المشاركة في استثمارات مستقبلية. وذكرت «هآرتس» أن شركات طيران كندية وأميركية، أرسلت مندوبين الى طهران لمناقشة تجديد الرحلات المباشرة من إيران وإليها. واضافت ان الطائرات الإيرانية التي تضررت بسبب العقوبات تنتظر الحصول على قطع غيار في كانون الأول، وأن من المتوقع أن تتمكن إيران من تصليح 100 طائرة، متوقعة أن تبدأ الرحلات المباشرة في طائرات كندية وأميركية، من دون التوقف في أوروبا، في كانون الثاني المقبل.
وقالت «هآرتس» إن شركات أميركية تخشى من أنه حين تقترب من السوق الإيراني ستكون الشركات المنافسة الأجنبية قد حصلت على غالبية الصفقات الجيدة، وإن الطرف الكابح في هذه المرحلة هي الإدارة الأميركية التي تنتظر المرحلة الثانية من رفع العقوبات.
ولفتت الصحيفة الى أن السعودية أعلنت أخيراً أنه في حال تنفيذ بنود الاتفاق بعناية، سيكون هذا الأمر تطوراً إيجابياً.
ورأت «هآرتس» أن «السعودية لا تجيد فقط قراءة الخريطة السياسية فحسب، وانما صياغتها أيضاً، وتقديم تنازلات عندما تدرك ان الأوراق الموجودة لديها لا تقود الى الانتصار. كذلك فإن السعودية لا ترغب بالبقاء في النادي الصغير المعارض للاتفاق الى جانب اسرائيل».
من جهة اخرى، وعلى الرغم من اتفاق جنيف، يواصل سلاح الجو الاسرائيلي استعداداته لمهاجمة ايران، بحسب «هآرتس».