بالرغم من اهمية التمويل الاوروبي للنشاطات العلمية في اسرائيل، انقسمت الحكومة الاسرائيلية، حول الموقف من الشروط التي وضعها الاتحاد الاوروبي لتمويل النشاطات العلمية والبحثية في المستوطنات.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حسم الجدل، لمصلحة إنشاء طاقم وزاري رفيع والتوجه إلى بروكسل للقاء وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون، بهدف حل الخلافات التي تسمح لاسرائيل بتوقيع اتفاق التعاون العلمي بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي «هوريزون 2020».
وبحسب موقع «واللاه» العبري، ستعمل وزيرة القضاء تسيبي ليفني، من خلال الاتصالات التي ستُجريها مع الاتحاد الاوروبي إلى تخفيف حدة العقوبات والمقاطعة التي يفرضها الاتحاد الاوروبي على تمويل نشاطات علمية وبحثية في المستوطنات الاسرائيلية القائمة في الضفة الغربية والقدس المحتلة والجولان المحتل. يأتي موقف نتنياهو، في ختام جلستين طارئتين، رفض خلالها مواقف كل من وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ونائبه زئيف الكين، إلى جانب اخرين، بعدم قبول شروط الاتحاد الاوروبي، حتى لو ادى ذلك إلى رفض مشاركة إسرائيل في المشروع وخسارة تمويل بمبلغ 500 مليار يورور.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن أنه لن يسمح بتحويل أموال لشركات ومؤسسات علمية تنشط في الأراضي المحتلة، واشترط على الحكومة الإسرائيلية، إذا شاركت في المشروع العلمي الأوروبي «هوريزون 2020»، أن تتعهد عدم تحويل تمويل أوروبي للمؤسسات المذكورة.
وكانت إسرائيل قد وافقت قبل أسابيع على الشروط الأوروبية، لكنها طلبت إضافة بند ينص على أن هذه القيود تسري فقط على مشروع البحث العلمي «هوريزون 2020، إلا أن الاتحاد الأوربي رفض هذا الاقتراح، مما أربك حكومة نتنياهو، التي يشارك فيها حزب «البيت اليهودي » الذي يمثل جمهور المستوطنين، أضف إلى التيار اليميني المتطرف داخل حزب الليكود، الذي يترأسه بنيامين نتنياهو نفسه.
يشار إلى أنه من المفروض أن توقع إسرائيل في الأيام القادمة الاتفاق حتى يتسنى لها المشاركة في مشروع البحث المذكور، بما يضمن لها تمويلاً أوروبياً بقيمة 500 مليون يورو. هذا وكان دبلوماسي فرنسي قد أوضح لوكالة «فرانس برس» أن الاوروبيين تجاهلوا اقتراحاً إسرائيلياً للتوصل إلى حل وسط، لهذه القضية واتخذوا موقفاً يفرض على إسرائيل إما قبول شروطهم او عدم الانضمام إلى المشروع، لكن مسؤولين اوروبيين اكدوا أن المفاوضات ما زالت مستمرة، وأن الاتحاد لم يتخذ موقفه النهائي بعد.
في المقابل، ذكرت تقارير اعلامية في تل ابيب، أن إسرائيل ادارت في الاشهر الاخيرة مفاوضات قاسية مع الاتحاد الاوروبي حول التعليمات التي نشرتها الممثلية الاوروبية، في حزيران الماضي، والتي تؤكد أنّ من غير الممكن تقديم تمويل اوروبي لجهات اسرائيلية تعمل ما وراء الخط الاخضر. وأضافت التقارير نفسها، إن الخارجية الاوروبية رفضت في جواب نقل إلى وزارة الخارجية يوم الجمعة الماضي، اجزاءً واسعة من اقتراح حل الوسط الاسرائيلي لتوقيع الاتفاق.
في السياق نفسه، اكد نائب وزير الخارجية زئيف الكين أن مشروع «هوريزون 2020»، ينطوي على اهمية بالغة بالنسبة إلى اسرائيل. وكان رئيس لجنة الميزانيات في مجلس التعليم العالي، البروفيسور مانويل تراخطنبيرغ قد حذر من أن عدم مشاركة إسرائيل في المشروع الأوروبي المذكور، سيمثل ضربة كبيرة ليس فقط للبحث العلمي في إسرائيل بل أيضاً ضربة سياسية، كما حذرت رئيسة الاكاديمية الوطنية للعلوم البروفيسور روت ارنون من أن عواقب تخلي اسرائيل عن مشاركتها في المشروع البحثي الاوروبي الجديد ستكون وخيمة بما يتجاوز الخسارة المالية.