رأى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقاء مع ممثلي الجالية اليهودية في روسيا، ان تصريحات المرشد علي خامنئي عن أن اسرائيل «كلب مسعور في المنطقة، مصيرها الزوال»، كشفت عن الوجه الحقيقي لايران، مشددا على ضرورة عدم امتلاكها اسلحة نووية، وهو الاتهام الذي يوجهه للجمهورية الاسلامية كي يبرر المطالبة بعدم امتلاكها أي درجة من القدرات الذاتية النووية.
ونتيجة الصدى الذي تركته مواقف خامنئي، وجه عضو كنيست عن حزب العمل، حيليك بار، رسالة عاجلة الى كل من وزير الخارجية الاميركي جون كيري، ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، طالبهما فيها باستنكار تصريحات المرشد. ورأى بار أن هذه التصريحات تعيد الى الاذهان التحريض النازي ضد اليهود في الثلاثينات من القرن الماضي. مع الاشارة الى ان خامنئي يميز ويفصل بين الموقف من اليهود الصهاينة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وبين الموقف من اليهود عامة.
وفي السياق، انتقدت مصادر اسرائيلية مسؤولة الادارة الاميركية لامتناعها عن ادانة تصريحات المرشد بصورة لا تقبل التأويل. واكدت المصادر نفسها ان اسرائيل تدين بشدة هتافات «الموت لامريكا» التي اطلقها المشاركون في اللقاء الذي القى فيه خامنئي كلمته وحضره عشرات الالاف من قوات الباسيج في طهران.
من جهته، حذر رئيس اركان الجيش الاسرائيلي بني غانتس، في كلمة له في مقر للتجنيد في تل هشوفير، من امتلاك ايران اسلحة نووية، مشيرا الى ان ذلك «سيؤثر بشكل سلبي جدا على الخليج، والشرق الاوسط والعالم كله». واضاف غانتس ان «من الجيد ان يعمل العالم على محاولة منعها من الوصول الى السلاح»، لافتا الى انه «كقائد للجيش دوري مواصلة تعزيز القدرات ذات الصلة». لكن رئيس حزب كديما، والرئيس السابق لاركان الجيش، شاؤول موفاز، اكد على ان اسرائيل لا تملك القوة العسكرية والقدرات اللازمة لإزالة التهديد النووي الايراني بل فقط يمكنها اعاقة هذا البرنامج عبر مخاطرة ستؤدي لاندلاع حرب اقليمية على جبهتين على اقل تقدير. وشدد ايضا على ان «الدول الغربية فقط، هي من تملك القوة والقدرة العسكرية لمواجهة القوات الايرانية بما في ذلك الحرس الثوري الايراني».
وفي ما يتعلق بالحملة التي يقودها نتنياهو، أقر موفاز بأن «الاستراتيجية الاسرائيلية فشلت وكان من الممكن اختيار استراتيجية اخرى»، واصفا ما يقوم به نتنياهو بأنه «يخوض معركة عبر الخطوط الخلفية» لكنه عبر عن امنيته «لو ان اسرائيل انضمت بهدوء ومن دون ضجة للاتفاق ونسقنا استراتيجيتنا مع الاستراتيجية الاميركية وكذلك خطوطنا الحمراء لكان اكثر صوابا».
ورأى موفاز ان على اسرائيل الانضمام والموافقة على الاتفاق الآخذ في التبلور بين القوى العظمى وايران. لكن في ما يتعلق بالاستعدادات العسكرية، اعتبر موفاز «ان اعداد الخيار العسكري امر صحيح»، لافتا الى وجود «فرق بين الاعداد وبين تفعيل الخيار». وشدد على «ضرورة المحافظة على هذا الخيار لوقت الضيق، لأننا ينبغي ان نعلم ما هي الاثار التي تترتب على تفعيل القوة». وحذر موفاز من ان اسرائيل يمكن أن تشعل حربا اقليمية وبالتالي ينبغي دراسة ذلك بتمعن.
من جهته، تعمد السفير الاميركي في تل ابيب، دان شابيرو، مخاطبة الرأي العام الاسرائيلي بما يؤكد أن واشنطن لم تتخل عن اسرائيل ولم تتركها وحيدة في مواجهة ايران، مشيرا في محاضرة له في جامعة حيفا، الى أن الولايات المتحدة ملتزمة بأعلى درجة بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وأضاف «إن هدفنا واضح ، وهو منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، عبر الطرق الدبلوماسية ونظام العقوبات إذا تسنى ذلك، ولكن أيضا عبر وسائل وطرق أخرى، بما في ذلك اللجوء للخيار العسكري إذا اقتضى الأمر، لن نفشل في تحقيق هذا الهدف».
في المقابل، اتهمت مصادر سياسية اسرائيلية، وزير الخارجية الاميركي بأنه يعمل من اجل تحقيق اتفاق بدون ان يفهم الموضوع الذي يتناوله. ونقل موقع يديعوت احرونوت عن مصدر سياسي قوله «ينبغي قول الحقيقة، ببساطة كيري لا يفهم المادة، هو لا يعرف عن ماذا يتكلم. قبل ايام فقط تحدث (كيري) عن الحاجة لفرض رقابة على المفاعل في قم، في حين انه يخضع للمراقبة».
من جهته، بعد الفشل الذي واجهه في اقناع الادارة الاميركية بتبني مواقفه من المفاوضات النووية مع ايران، لم تختلف نتائج اللقاء الذي عقده نتنياهو لمدة ساعتين ونصف ساعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبحسب صحيفة معاريف يبدو ان نتنياهو ظن بأنه سينجح في التأثير على روسيا بوتين، الدولة التي تبدو أكثر قربا من ايران من باقي الدول العظمى، لجهة تصليب مواقفه والتأثير على الصفقة المتبلورة، انطلاقا من التقدير بأن الروس سيحاولون منع كأس النصر عن الاميركيين. ورأت الصحيفة من المحتمل أن نتنياهو كان مستعدا كي يدفع لبوتين بالعملة التي يحبها جدا الزعيم الروسي: استثمارات اسرائيلية وتعاون اقتصادي.
في المقابل، اضافت معاريف، ظن بوتين أنه سينجح في التأثير على نتنياهو للموافقة على صفقة، في نهاية المطاف، روسيا ايضا معنية بها. لكن الذي حصل في النهاية ان كلا منهما بقي على موقفه، في ما يتعلق بالنظرة الى البرنامج النووي الايراني، ومن المفاوضات والاتفاق الذي تجري بلورته بين الجمهورية والدول العظمى.