في ضوء تكثيف مساعيها الدبلوماسية في سبيل التوصل إلى انعقاد مؤتمر «جنيف 2» خلال العام الحالي، استقبلت روسيا ممثلين للرئيس السوري بشار الأسد، مبقية على دعوتها لـ«الائتلاف» المعارض، مع رفضها لأي شروط مسبقة للمؤتمر. وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، «يجب أن يشارك الجميع في المؤتمر، وأوّلهم السوريون أنفسهم من دون أدنى شرط مسبق».
وأضاف، في حديث إلى صحيفة «روسييسكايا غازيتا» الروسية، «انطلقنا من مبدأ دعوة كل المعارضين لمساعدتهم على تشكيل وفد مشترك»، موضحاً أنّ مساعده ميخائيل بوغدانوف التقى قبل أيام ممثلين عن «الائتلاف» في إسطنبول.
وفي موسكو، أجرى الوفد السوري، صباح أمس، محادثات مغلقة في وزارة الخارجية، وقال لافروف إنّه ينوي لقاء الوفد بعد أن «ينهي القسم الأكبر من برنامج» التفاوض. وأفاد مصدر دبلوماسي لوكالة «فرانس برس» بأنّ اللقاء سيجري اليوم الثلاثاء.
كذلك أعلن لافروف أنّ بعض اللاعبين الخارجيين يحاولون عرقلة الإعداد للمؤتمر. وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرمني إدوارد نالبانديان، إنّ «الائتلاف الوطني يعمل على التوصل إلى اتفاق مع إحدى المنظمات الكردية بشأن صياغة مواقف مشتركة. وقد اتصل أيضاً بهيئة التنسيق الوطنية، أكبر فصائل المعارضة الداخلية السورية. ونحن نرحب بهذه العمليات». وأضاف: «نحن الآن نرى مزيداً من الواقعية في مواقف من ينتمي إلى الائتلاف بشأن «جنيف 2»، ومواقف عدد من شركائنا الأجانب على حد سواء». وجدد لافروف التأكيد على الدعوة الموجهة إلى المعارضة السورية لزيارة موسكو.
وشدد لافروف على ضرورة عقد «جنيف 2» قبل نهاية العام الجاري، حتى لو لم تتوافر الظروف المثالية لذلك. وأعرب عن رفضه «ربط المعارضة السورية مشاركتها في المؤتمر بتحقيق اختراق ما على الجبهة الإنسانية»، معتبراً أنّه أمر مثير للاستغراب والقلق، «لأن المؤتمر لن يعقد أبداً إذا كنا ننتظر توافر ظروف مثالية لذلك». وأوضح أنّه «ستكون هناك على جدول أعمال المؤتمر، من ناحية المبدأ، مسائل وقف العنف. وستكون هناك مسائل الحوار السياسي وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وفي النهاية إنشاء ما يسمى هيئة حكم انتقالية على أساس اتفاق عام بين الحكومة والمعارضة. لذلك إذا استمررنا في تقديم أحد عوارض الأزمة كأولوية عليا للعمل فلن نتوصل أبداً إلى جوهرها».
وفي السياق، أعرب الأمين العام للائتلاف، بدر جاموس، عن أمله بأن تجري زيارة ممثلي هيئته لموسكو قريباً «ربما على مستوى أقل من مستوى رئيس الائتلاف، لمناقشة الأمور الإيجابية التي قد يطرحها الجانب الروسي».
وكانت وكالات الأنباء الروسية قد أعلنت عن وصول المستشارة الاعلامية للرئيس السوري، بثينة شعبان، ونائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، ومسؤول الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية أحمد عرنوس إلى موسكو. وأضافت أنهم أجروا محادثات في مقر وزارة الخارجية الروسية مع نواب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف وسيرغي ريابكوف.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أنّ الاهتمام الرئيسي في المحادثات «أعير لعملية وضع الأسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية وإتلافها اللاحق. وجرت مناقشة بعض المسائل المتعلقة بالعمل اللاحق في هذا المجال، حسب البيان.
كذلك، استضافت موسكو نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ونقلت وكالة «انترفاكس» عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قوله في بداية المحادثات «نعتبر إيران شريكاً مهماً جداً في جميع الشؤون الشرق أوسطية». وأضاف أنّ الاجتماع «سيعطينا فرصة كي نبحث معاً التطورات داخل سوريا وحولها».

«جنيف 2» في منتصف الشهر المقبل

في موازاة ذلك، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بأنّه يتوقع أن يفتتح «في منتصف كانون الأول» مؤتمر جنيف.
وأوضح أنّ الموفد العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، سيحاول تحديد هذا الموعد خلال لقاء مع ممثلين أميركيين وروس في 25 تشرين الثاني.
في سياق آخر، أعلن وزير الدفاع البلجيكي بيتر دو كريم أنه لا يؤيد تدمير قسم من الأسلحة الكيميائية السورية في بلاده. وصرّح الوزير لإذاعة محلية بأنّ بلجيكا على استعداد للإسهام في جردة لموجودات الأسلحة الكيميائية، مضيفاً «يمكن أن نعرض مساعدتنا لإبطال مفعولها». ويوم الجمعة، رفضت ألبانيا، أيضاً، أنّ يجري جزء من عملية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية على أراضيها.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)