بعدما اتخذ قراراً بتجميد خطة بناء نحو 23 ألف وحدة استيطانية في المناطق الفلسطينية المحتلة، شرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلفيات موقفه وأبعاده في كلمة له أمام الكنيست، كاشفاً أنه أصدر تعليماته إلى وزير البناء والاسكان أوري أريئيل «بإعادة فحص» المخطط كله، وفي الواقع تجميد العطاءات. وأوضح أن هذا الامر في هذا التوقيت «يضر بالاستيطان وينتج احتكاكاً مع المجتمع الدولي في الوقت الذي نحاول فيه إقناع الكثيرين في العالم باتخاذ موقف مغاير في مقابل إيران». وفي محاولة لقطع الطريق على المزايدات واستغلال موقفه من قبل اليمين المتطرف، وتحديداً من قبل حزب البيت اليهودي الذي ينتمي إليه وزير البناء والإسكان، أضاف نتنياهو «بنينا في الأشهر الاخيرة وأصدرنا عطاءات لآلاف الوحدات السكنية»، وتم التصديق على خطط قانونية في تخطيط رسمي وتنفيذ بناء آلاف الوحدات السكنية. ورأى أن هذا الامر «لم يكن سهلاً، وفي كل مرة لم يكن سهلاً القيام بذلك، ولكننا فعلنا ذلك بحكمة ومسؤولية»، كما فعلنا ذلك في السنوات الأربع الأخيرة وصمدنا في مقابل الضغوط الدولية.
أما في ما يتعلق بالخطوات التي تم الاعلان عنها في هذا التوقيت، فقد أكد نتنياهو أنه «لا يوجد معنى لإضافة خطوات غير عملية والحديث عن إمكانية نظرية للبناء، وندفع باتجاه الاحتكاك مع المجتمع الدولي». ولفت نتنياهو الى أن هذا الامر ليس عملياً ولا جزءاً من المسار الحقيقي. ودعا الى «خوض صراعات من أجل أشياء حقيقية وعملية وقانونية.. ونحن نقوم بذلك». وغمز نتنياهو «من خلفية الاعلان عن هذه العطاءات في هذا التوقيت»، خاصة أن أوري اريئيل ينتمي الى البيت اليهودي، اليميني المتشدد، مضيفاً أنه لا «يوجد معنى لهدر الموارد والطاقة ورأس مال سياسي غال في مقابل أمور لا تنطوي على نتائج عملية». وبحسب راي، فإن هذا الامر الذي تم الاعلان عنه في هذا الوقت «يضر بالاستيطان. وإذا ما كان ينبغي خوض صراعات فمن أجل أمور تعطي نتائج حقيقية».
يأتي موقف نتنياهو بعد الانتقادات التي وجهها البيت الابيض عبر الناطقة باسم مجلس الامن القومي، برنديت ميهن، بالقول «نحن قلقون بعمق من خطة بناء أكثر من 20 ألف وحدة سكن ونطالب بإيضاحات». وأضافت الناطقة الاميركية «موقفنا واضح تماماً. نحن لا نقبل بشرعية أعمال الاستيطان». كذلك أصدرت وزارة الخارجية الاميركية بياناً أدانت فيه الاعلان الاسرائيلي عن عطاءات من أجل بناء آلاف الوحدات السكنية.
في السياق نفسه، أوضح وزير الشؤون الاستراتيجية والدولية يوفال شطاينتس أن أعمال الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية مستمرة، مشدداً على ضرورة التنسيق مع نتنياهو، في هذه الفترة بالذات التي تحاول فيها إسرائيل ممارسة نفوذها على الدول العظمى في ما يتعلق بالملف النووي الايراني.
الى ذلك، أعلن منسق شؤون الحكومة في المناطق، اللواء ايتان دنغوت، أن وزير الدفاع موشيه يعلون أصدر تعليماته بخصوص تطبيق القانون على المخلين بخصوص البناء في المناطق الفلسطينية.
أما في ما يتعلق بالمعادلة التي أعلنها وزير الخارجية الاميركي جون كيري، بأن تعثر المفاوضات سيؤدي الى انتفاضة فلسطينية ثالثة، فقد نقلت صحيفة «معاريف» عن الاجهزة الأمنية في إسرائيل تقديرها عدم وجود مؤشرات على اندلاع انتفاضة كهذه، مشيرة الى أن «الجمهور الفلسطيني يتطلع الى تحقيق الرفاه الاقتصادي». وبحسب التقديرات الاسرائيلية، أضافت «معاريف» أن «عملية عمود السحاب إضافة الى الانقلاب في مصر أوجدا تحولاً في الميول وفي ميزان القوى الداخلي لدى الفلسطينيين. فالسلطة الفلسطينية تتحكم اليوم في جدول الاعمال وفي أساس قوى الشعب الفلسطيني، وحماس في حالة تراجع». وبحسب «معاريف» أيضاً، يقدّر الإسرائيليون أن الهزة التي يمر بها العالم العربي لن تشمل الفلسطينيين، لأنهم ينتمون الى مجموعة الشعوب التعبة من معارك الماضي، مثل اللبنانيين، والجزائريين والعراقيين.