واصل وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو، في اليوم الثاني من زيارته للعراق، وتحديداً من محافظتي النجف وكربلاء، توجيه الرسائل الإيجابية إلى القيادة والشعب العراقيين. الرجل واضح في مسعاه، يحمل غاية معلنة، ألا وهي تحسين ما أفسدته سياسة حكومته في العامين الماضيين مع بغداد. في المقابل، أبدت الحكومة العراقية تجاوباً مع مسعى الضيف التركي، مع إعلان رئيسها نوري المالكي الموافقة على تلبية دعوة نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى زيارة تركيا بعدما رفضت سابقاً تلبيتها.
وكشف المستشار الإعلامي للمالكي، علي الموسوي، عن زيارة سيقوم بها الأخير للعاصمة التركية أنقرة، من دون تحديد موعد لها.
وفي اليوم الثاني من زيارته، شدد داود أوغلو على أن «إحلال السلام في العراق سيؤدي إلى إحلاله في الشرق الأوسط». وأوضح داود أوغلو، في لقاء مع إحدى القنوات التلفزيونية التركية في مقر السفارة التركية في بغداد، أن «العراق يمثل شرقاً أوسط مصغراً، وذلك لوجود مختلف الأعراق والأطياف والمذاهب والمجموعات والأديان، وعدم الاتفاق سيؤثر سلباً على المنطقة كافة».
وأكد داود أوغلو أن «بلاده تقف بجانب العراق من أجل تقريب وجهات النظر والعمل على إحلال السلام واتفاق المجموعات العراقية».
وخلال زيارته لمحافظة النجف أمس، أشاد داود أوغلو في لقائه السيد علي السيستاني بدور الأخير في وأد الطائفية في العراق والمنطقة.
وأكد داود أوغلو سعي بلاده إلى العمل مع العراق للقضاء على الفتنة الطائفية في هذا البلد. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عقب لقائهما في النجف، أن «لقاءاتنا مع القادة السياسيين ورجال الدين في العراق كانت مثمرة وسنعمل معاً على وأد الطائفية في المنطقة»، معرباً عن أمله «باستمرار مثل هذه اللقاءات».
من جانبه، قال الصدر، الذي رحب بزيارة الضيف التركي للعراق ولقائه به، إن «الزيارة مهمة لتوطيد العلاقات بين شعبي البلدين وحكومتيهما وتحقيق الاستقرار الأمني في العراق والمنطقة».
وفي السياق، أعلن داود أوغلو عزم بلاده على افتتاح قنصلية تركية في كربلاء بأقرب فرصة، مؤكداً في مؤتمر صحافي عقده مع محافظ ورئيس مجلس كربلاء، في مبنى المحافظة، على هامش زيارته العتبات المقدسة فيها، أن للمحافظة «مكانة خاصة» في قلوب الأتراك وأن خدمتها «شرف لهم».
في سياق آخر، حذر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني من المساس بوحدة الإقليم، مشدداً على أنها «خط أحمر لا يمكن المساس به تحت اي ظرف وبأي وسائل وأدوات»، وذلك رداً على المنادين بفك ارتباط محافظة السليمانية بالإقليم.
وأكد البرزاني، في رسالة وجهها إلى الرأي العام، أن الأنباء التي تتداول في وسائل الاعلام والتي تستهدف وحدة الإقليم وتعريض مكاسب شعب كردستان لتحديات ومخاطر تتعارض مع توجهاته القومية ومصالحه العليا «هي مجرد أوهام أو أضغاث أحلام تراود البعض خلافاً لإرادة شعب كردستان». وأضاف أن «مثل هذه الأنباء يجري تداولها في إطار مسعى مشوه لفك ارتباط السليمانية بالإقليم، في وقت تتواصل فيه جهود القيادة الكردستانية لتطبيق المادة 140 وإعادة كركوك والمناطق الكردستانية الأخرى خارج إدارة الإقليم إلى موقعها الطبيعي كجزء أصيل من إقليم كردستان».
ودعا البرزاني حكومة الإقليم إلى «اتخاذ ما يلزم من دون تأجيل إجراء انتخابات مجالس المحافظات، التي تكون الفيصل في إجراء مثل هذه الإصلاحات في السليمانية وغيرها، وتعزيز مؤسسات الإقليم القانونية في مختلف المجالات».
وكانت حكومة إقليم كردستان قد اتهمت حركة التغيير المعارضة بالدفع باتجاه نظام الإدارة المزدوجة للإقليم والاصطياد بـ«الماء العكر».
وفيما أكدت أن تعيين بهروز محمد صالح محافظاً للسليمانية لا ينطوي على أية مخالفات قانونية أو دستورية، حذرت من تبعات التصريحات التي تهدد النظام الفدرالي الذي حصل الشعب الكردي بموجبه على مكاسب كبيرة.
(الأخبار)



يقوم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني بزيارة لتركيا يوم السبت المقبل لبحث العلاقات بين الإقليم وأنقرة إلى جانب القضية الكردية التي تسعى تركيا إلى حلها، ولبحث أطر التعاون في مختلف المجالات.
وكشف مصدر في مكتب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن الأخير سيلتقي البرزاني، في محافظة ديار بكر، جنوب شرق تركيا مطلع الأسبوع المقبل.