دمشق | شهدت الاسواق السورية، أمس، هبوطا حادا في أسعار الدولار والذهب مقابل الليرة السورية، ليسجل معها غرام الذهب عيار 21 مبلغ 5000 ليرة سورية، و4286 ليرة لغرام الـ18، تزامناً مع انخفاض سعر الدولار في السوق السوداء إلى 125 ليرة. ورأى رئيس الجمعية الحرفية للذهب والمجوهرات، غسان جزماتي، «أن هبوط سعر الذهب طبيعي نظراً الى تراجع سعر الدولار بشكل كبير في السوق المحلية». ونفى أن يكون السبب عالمياً، مشيراً في حديثه لـ«الأخبار» الى أنّ «هذا الأمر سينعكس على إقبال الناس على الشراء، فالكثيرون ينتظرون ويراقبون خوفاً من الخسارة، ما سبب تراجعاً في العمل خلال اليومين الفائتين بمعدل 40 في المئة».
وانخفض سعر الدولار في السوق السوداء إلى 125 ليرة للمبيع و120 ليرة للشراء، بعد أن كان قد هبط أول من أمس أكثر من 10 ليرات، محققاً سعر 143 ليرة للمبيع و140 ليرة للشراء.
ورأى خبراء اقتصاديون أنّه لا يوجد تفسير واحد لهذا الانخفاض الذي اعتبر كبيراً وبارزاً، وقد تتبعه عودة للارتفاع بسيطة عصر امس. وفي حال لم يتحقق هذا الأمر سيكون الوضع باستمرار الهبوط، بحسب الخبراء. وعزا الخبير الاقتصادي، عابد فضلية، أمر الانخفاض لأسباب عدة، منها «ارتفاع قيمة الليرة السورية والمناخ الأمني والسياسي والدبلوماسي الداخلي والخارجي. إذ إن الظروف اليوم مختلفة عن تلك التي سببت ارتفاعاً للدولار في السابق».
كذلك شرح فضلية أحد الاسباب، وهي العائدة لتدخل مؤسسات الدولة الإيجابي، خصوصاً في مجال التجارة الخارجية والداخلية، مما وفر السلع والخدمات. كما صَحَت الجهات الحكومية على أهمية الأنشطة الإنتاجية لزيادة العرض السلعي وللتخفيف من الطلب على الدولار. وكان لتدخل الجهات الرقابية العليا وليس المركزي وحده التي ضبطت السوق ولجمت المضاربات في السوق السوداء، دور في الانخفاضات الأخيرة.
ويتابع فضلية في عرض الأسباب مشيراً ايضا الى «الحملة الإعلامية المركزة لتطمين المواطن الى توفر السلع التي انخفض سعرها قليلاً»، لافتاً الى أن «ضعف القدرة الشرائية للمواطن كان له دور أيضاً فالطلب اليوم أقل وبالتالي الاستيراد والطلب على الدولار أقل».
وبالنسبة لعمليات شراء الدولار واكتنازه، رأى فضلية أن «هذا الطلب شبه معدوم حالياً لأن من أراد ذلك فعلها في البداية، وحتى من كان يسعى لتبييض الأموال أو تهريبها فعلها مسبقاً أيضا». وأوضح ان «خوف الناس من استمرار الانخفاض دفعهم للتهافت على البيع كحالهم حينما تهافتوا على الشراء».
وعن توقع ارتفاعات جديدة، رأى فضلية أن الارتفاعات التي تعد قفزات «لن تحدث في الوقت القريب إلا إذا وقعت هزات اقتصادية وسياسية وأمنية، وهو أمر غير متوقع وعدا ذلك فستكون ارتفاعات بسيطة».
وتبقى الإشارة إلى ان سعر الصرف اليوم في السوق المحلية بات أقل من سعر البنك المركزي المدعوم وهي ظاهرة نادرة إذ لطالما كان الأخير أكثر انخفاضاً.