فيما وُصف برسالة تحذير إلى كل من حزب الله وحماس وإيران، أعلن رئيس وحدة الأسراب الجوية في سلاح الجو الإسرائيلي، العميد عميكام نوركين، في مقابلة مع أسبوعية «ديفينز نيوز» أن سلاحه يخطط لمضاعفة قدراته على تدمير الأهداف الأرضية خلال الحرب القادمة من خلال الاستخدام المكثف والمتواصل والمؤلم والدقيق لقوة إسرائيل الجوية. ونقل موقع «غلوبس» الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها إن توقيت مقابلة نوركين واختيار المجلة ذات الشهرة الدولية المتخصصة في الشؤون العسكرية الهدف منه توجيه رسالة تحذير إلى حزب الله وحماس، وبشكل غير مباشر إلى إيران، كي لا يفكروا بالمبادرة إلى أي عملية تصعيد ضد إسرائيل.
وأشار نوركين في مقابلته الخاصة إلى أنه خلال عملية «عمود السحاب» الأخيرة ضد قطاع غزة في تشرين الثاني 2012، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي 1500 هدف خلال أيام العملية الثمانية، وهو ضعف عدد الأهداف التي هاجمها السلاح خلال الأيام الأربعة والثلاثين لـ«حرب لبنان الثانية» عام 2006. وأوضح أن «حجم الغارات اليومية خلال عمود السحاب كان ضعفي حجم الغارات في لبنان، رغم أن مساحة قطاع غزة أصغر بكثير وكثافتها السكانية أكبر» مضيفا «والآن، عندما نتحدث عن المجال الجوي الشمالي لنشاطنا، فإننا نطمح إلى مضاعفة عددالأهداف التي سندمرها خلال اليوم الواحد عشر مرات وربما أكثر».
وقال الجنرال المسؤول عن إدارة وتطوير النظرية القتالية وآليات تفعيل القوة الجوية إن الجيش الإسرائيلي توصل إلى استنتاج بأنه غير قادر على هدر الوقت والموارد في محاولة لتصفية كل منصة صواريخ منفردة في الميدان، رغم القدرات التكنولوجية التي يمتلكها سلاح الجو لتقصير الوقت الفاصل بين تشخيص الهدف واستهدافه إلى الحد الأدنى، وهي قدرات جرى التعبير عنها من خلال تدمير نحو 120 منصة صاروخية في لبنان عام 2006.
وتابع الرجل الثاني في سلاح الجو الإسرائيلي «جميعنا يدرك أن الصواريخ سوف تستمر في التساقط (على إسرائيل) حتى اليوم الأخير من الحرب القادمة، وأن العدو سوف يبقى يمتلك قدرات لإطلاق الصواريخ». ولفت إلى أن إسرائيل «سوف تركز على جهود استهداف العدو في الأماكن التي يؤدي الإضرار بها إلى التسبب بأذية كبيرة جداً في إشارة ــ بحسب المجلة ــ إلى القيادات ومراكز القيادة والموارد القتالية ذات الأهمية. وكان نوركين واضحا في التأكيد على أن سلاح الجو لن يكون مستعدا
للتطرف باتجاه النقطة التي لا يكون فيها العدو قادرا على إطلاق صواريخ، ولذلك علينا أن ندفعه إلى النقطة التي لا يعود فيها راغبا بإطلاق المزيد من الصواريخ».
ووفقا لـ«نيوز ديفينس»، إن إعداد الخطة المسماة «توسيع القدرات الهجومية» يتواصل منذ أكثر من عام وسيتم تطبيقها بالتدريج خلال الأشهر القادمة في إطار عملية إعادة هيكلة لسلاح الجو الإسرائيلي هي الأولى منذ عام 1973. وتتضمن إعادة الهيكلة من بينها فصل وحدة الأسراب الجوية إلى وحدتين، تُعنى الأولى بالتشغيل العملياتي والثانية بالتوجيه والتدريب. وتدعو الخطة إلى إحداث تغييرات مكثفة في مسارات تخطيط المهام وإدارة الموارد وتقدير أضرار القصف وأساليب تنسيق سلاح الجو أنشطته مع قوات غربية محتملة يمكن أن تشارك في حرب مستقبلية. وأشارت المجلة إلى أنه في حال تطبيق الخطة فإنها ستحدث تغييرا في شكل عمليات القصف بحيث «تخلي موجات القصف التقليدية مكانها لقطار غير متوقف من الهجمات الدقيقة لا تبقي في أيدي أعداء الدائرة الأولى (حزب الله وحماس) مدى زمني للانتعاش من الصدمة الأولى لعمليات القصف السابقة».
إلى ذلك، أشارت «ديفينز نيوز» إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي سيجري خلال شهر تشرين الثاني المقبل مناورة دولية بمشاركة أكثر من ألف طيار وضابط في المجال الجوي التابع لقاعدة «عوفدا» شمال مدينة إيلات جنوب فلسطين المحتلة. وبحسب المجلة، فإن المناورة التي سيطلق عليها «المناورة الزرقاء» ستستمر أسبوعين، وستشارك، إضافة إلى إسرائيل، ثلاث دول لن يكشف عن هويتها لاعتبارات دبلوماسية وأمنية قبل أن تحط طائراتها في إسرائيل. إلا أن مصادر إسرائيلية كشفت للمجلة أن من بين الدول المحتمل أن تشارك في المناورة، فضلا عن الولايات المتحدة، بلغاريا وكندا واليونان وقبرص وهنغاريا وإيطاليا وبولندا. وخلال المناورة ستحاكي أكثر من 100 مقاتلة حربية عمليات قصف جو ــ بر ومعارك جو ــ جو. وبحسب الجنرال نوركين، فإن سلاح الجو الإسرائيلي يخطط لتثبيت هذه المناورة بوتيرة مرة كل عامين.