كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مداولات بين وزارة الدفاع وهيئة أركان الجيش الإسرائيليين، استعداداً لمواجهة التحديات الأمنية للعام 2014، مشيرةً إلى أنّ المناقشات والخطط المتداولة تركز على تهديد منظمات الجهاد العالمي في الدول التي تحيط بإسرائيل، بعد أن «ثبّت أكثر من ثلاثين ألفاً من الجهاديين أنفسهم في الدول المجاورة للدولة العبرية»، بما يشمل سوريا ومصر والأردن وقطاع غزة ولبنان.
ونقلت الصحيفة أجواء المناقشات الجارية في الأركان العامة للجيش، مشيرةً إلى أنّهم في القيادة العسكرية متفقون على مقدار وحجم التهديد والأخطار الكامنة في وجود الجهاديين من حول إسرائيل، إلا أنّه لا يوجد اتفاق حتى الآن على توصيف الوضع وكأن «أفغانستان باتت هنا». ولفتت إلى أنّ «الجدل والنقاش يتعلقان بتحديد الجداول الزمنية للتهديدات، وتقدير الموقف حول منظمات الجهاد العالمي وإن كانت قريبة من وضع تبدأ فيه بمواجهة إسرائيل، أم أنّ المسألة في حاجة إلى مزيد من الوقت، كي تثبت هذه المنظمات نفسها على الأرض، في مرحلة ما بعد معالجة الأنظمة الكافرة في سوريا والأردن ومصر». وبحسب الصحيفة فإنّ «شعبة العمليات في الجيش ترى بأنّ التهديد بات مباشراً، فيما تتمسك جهات التقدير الاستخباري بموقف أكثر حذراً».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ منظمات الجهاد العالمي مسؤولة عن جميع الحوادث التي نفذت على الحدود بين إسرائيل والدول المجاورة، منذ آب 2011، إلا أنّ «التهديد المتوقع للآتي، ليس فقط عمليات اطلاق صواريخ وقذائف هاون على الأراضي الإسرائيلية، إذ إنّ الجهاد العالمي سيحاول أن يخترق الحدود، وينفذ عمليات تشبه العمليات التي تنفذ كل يوم في العراق وأفغانستان».
وكشفت الصحيفة أنّ «النقاشات التي يُجريها الجيش تتناول التناقض بين الشعور العام بأن منطقة الشرق الأوسط تحولت من حراك الأزمات إلى حراك التسويات، وبين تقدير الوضع الاستخباري، الذي يرى أن احتمال التفجر كان ولا يزال كبيراً»، مشيرة إلى أنّ «الاتصالات (الأميركية) مع إيران، والحوار القائم مع سوريا، والمفاوضات الإسرائيلية ـــ الفلسطينية، وأيضاً ضعف الإخوان المسلمين في مصر والذي تشخصه الاستخبارات في إسرائيل بصورة إيجابية، يشير إلى أنّ الوضع أفضل بكثير مما كان سابقاً، إلا أنّ هذه المسارات ستستنفد خلال أشهر»، والسؤال هو عن وضع إسرائيل في أعقابها.
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أنّ «الجهاد العالمي هو الجهة الوحيدة في الشرق الأوسط، التي لا تتأثر أو يعنيها مسار التسوية، كما لا يعنيها مسار حل السلاح الكيميائي، أو تسوية سياسية مع المعارضة في سوريا، بل في الآونة الأخيرة تدور معارك لا تنحصر فقط بين الجهاديين والجيش السوري، وانما أيضا بينهم وبين المتمردين المعتدلين، وكل منطقة تفرغ في سوريا يحل فيها الجهاد العالمي، بما يشمل منطقة درعا غير البعيدة عن مثلث الحدود بين إسرائيل وسوريا والأردن». أما ما يجب أو يمكن أن تفعله إسرائيل، فتقول الصحيفة إنّ «موطئ قدم الجهاديين في الجولان، لا يبقي إسرائيل ساكنة وغير مكترثة».
وحول الصعوبات في مواجهة هذا التحدي كما ترصده إسرائيل، ترى الصحيفة أنّ «السرطان ينتشر ولا يستطيع أحد أن يصده»، متسائلة عمن يمكنه أن «يطرد عشرات الآلاف من الجهاديين من سوريا، أو ثلاثة آلاف من سيناء المصرية، الذين تربطهم صلة بجبهة النصرة في سوريا، وأيضا أعداداً أخرى من تنظيم القاعدة في اليمن». أما لجهة الساحة اللبنانية وقطاع غزة، فتشير الصحيفة إلى وجود بضع مئات من اللبنانيين التابعين لمجموعات الجهاد العالمي، حيث يصعب على حزب الله مواجهتهم، سواء في الجنوب أو في الضاحية، وأيضاً المئات من الجهاديين في القطاع، والذين باتوا يشكلون تهديداً لحكم حركة حماس.