انحسرت المعارك في محيط سجن حلب المركزي بعد مرور أربعة أيام على الاشتباكات العنيفة والعمليات الانتحارية التي نفّذتها «جبهة النصرة»، حيث تمكّن فريق من الهلال الأحمر العربي السوري من إيصال كمية من المواد الغذائية والطبية إلى داخل السجن. في المقابل، استكمل الجيش السوري عملياته العسكرية في مناطق عدة في ريف دمشق والمناطق الجنوبية من البلاد، ما أدى إلى مقتل «العقل الأمني» لـ«الجيش الحر» ياسر العبود الذي يتولى منصب قائد الجبهة الجنوبية في «الحر».
وقال مصدر لـ«الأخبار» إن «ما لا يقل عن خمسين من المسلّحين الذين هاجموا سجن حلب المركزي قتلوا وجرح عشرات آخرون خلال ثلاثة أيام من المعارك، فيما قتل ثلاثة عناصر من الجيش بينهم ضابط». وأصيب أحد المتطوعين في الهلال الأحمر السوري برصاصة قناص بالقرب من بوابة السجن خلال مهمة إيصال مواد غذائية وطبية، بحسب مصدر في الهلال الاحمر.
في موازاة ذلك، صدّت «وحدات الحماية الشعبية الكردية» هجوماً لمسلحي تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام» («داعش») على قرية معرين القريبة من أعزاز والحدود التركية. وذكر مصدر في الـ«وحدات» أن أربعة من عناصرها قتلوا خلال التصدي لهجوم الجماعات التكفيرية، وكبّدتها خسائر كبيرة. وفيما أعلن قائد «لواء عاصفة الشمال» النقيب المنشق أحمد الغزالي أن ستين مسلحاً من جماعته لقوا حتفهم خلال المواجهات الأخيرة مع «داعش»، استمرت المعارك بين الطرفين، ما أدى إلى فرار العشرات من مقاتلي «عاصفة الشمال» إلى الجانب التركي من الحدود، بعد اشتداد هجمات «داعش» عليهم قرب معبر باب السلامة الحدودي.
كذلك اندلعت اشتباكات عنيفة في حي بستان الباشا شمال المدينة بين الجيش وجماعات تكفيرية مسلّحة تنتشر هناك، حيث استهدفت مدرعات الجيش مقارهم بعد صد محاولة تسلل إلى الأحياء الآمنة.
الى ذلك، استهدفت الطائرات الحربية تجمعات ومقار للمسلحين في ريف السفيرة وتلعرن وتل حاصل وهما قريتان سبق أن هجّرت «داعش» سكانهما الأكراد.
كذلك تجددت الاشتباكات في محور كفرحمرة – جبل شويحنة، حيث استهدف الجيش مواقع للمسلحين في مزارع كفر حمرة، والمنصورة غربي حلب، وسيارات ومواقع على طريق الكاستيللو وشرق بلدة حريتان. وامتدت الاشتباكات إلى منطقة قريبة من دوار الليرمون في مدخل حلب الشمالي الغربي حيث وقعت مجموعة مسلحة في كمين وتم القضاء على جميع أفرادها.
وأحبطت وحدات الجيش بالتعاون مع «اللجان الشعبية» محاولتي تسلل باتجاه الحديقة المثلثية في حي سيف الدولة وجامع الزبير في حي صلاح الدين، بينما امتدت الاشتباكات مع المسلحين في بستان الباشا الى محيط كنيسة القديس وارطان.
وفي الريف الشرقي، دمرت الطائرات الحربية منصات إطلاق صواريخ وسيارت مزودة برشاشات في قرى عين الجماجمة ورسم العبود والجديدة، ومحيط المطار العسكري.
وداخل مدينة حلب، حلّ مسلحون تابعون لـ«الهيئة الشرعية» محل مسلحي «لواء أحرار سوريا» في معبر بستان القصر وجميع نقاط التمركز الفاصلة بين الحي المذكور وحي المشارقة الواقع تحت سيطرة الجيش السوري، في خطوة اعتبرت لقطع الطريق أمام تمدد «داعش» للسيطرة على المعبر و«الموارد المالية»، بحجة القضاء على المسلحين المسيئين للمواطنين. وتعتبر «جبهة النصرة» وحركة «أحرار الشام الإسلامية» و«لواء التوحيد» من أهم الجماعات المنضوية في إطار «الهيئة الشرعية».
وتواصلت المعارك في ريف درعا بين الجيش و«جبهة النصرة»، وقضت على قائد الجبهة الجنوبية في «الجيش الحر»، المقدم المنشق عن الجيش، ياسر العبود، إضافة الى عدد كبير من المسلحين، في اشتباكات في مدينة طفس جنوب سوريا. وذكر المجلس العسكري التابع لـ«الجيش الحر» في محافظة درعا أن العبود هو «قائد لواء الفلوجة ـــ حوران» ورئيس غرفة عمليات المنطقة الجنوبية، و«من أبرز القادة الميدانيين».
الى ذلك، سقطت قذيفتا هاون في الجولان السوري المحتل، من دون وقوع أي إصابات، فيما أصيب 9 مدنيين إثر سقوط 6 قذائف أخرى على جرمانا.