مع انعقاد مؤتمر جنيف، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مناسبات متعددة كي يوجه رسائله الإيرانية، منها ما أتى تحت عنوان العبر المستخلصة من حرب تشرين عام 1973، والتي أكد فيها ضرورة المحافظة على خيار الضربة الوقائية.
وفي تلميح خفي لخياراته في مواجهة إيران، أكد نتنياهو «وجود حالات يصبح فيها التفكير في الرد الدولي على مثل هذه الخطوة لا يساوي الثمن الباهظ للدماء الذي سندفعه على استيعاب ضربة استراتيجية يجب أن نرد عليها لاحقاً وربما في وقت متأخر أكثر من اللازم»، كذلك شدد على ضرورة عدم الاستهتار بالتهديدات وبالعدو وعدم تجاهل مؤشرات الخطر.
وكجزء من حملته لكبح محاولات التوصل الى اتفاق نووي بين إيران والدول الغربية، شدد رئيس الوزراء في مناسبة انطلاق دورة الكنيست الشتوية على أنه «بفعل نظام العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران، اقترب اقتصاد إيران من مرحلة الانكسار، واننا بتنا قريبين من ذلك في هذه اللحظة أيضاً».
في المقابل، أقرّ نتنياهو بأن النظام الإيراني لم يتراجع عن هدفه، وأن ما قام به هو تغيير تكتيكي في الطريق الى تحقيق هدفه بإنتاج أسلحة نووية، وأنه مستعد لإجراء تغيير، يفتقد المعنى في برنامجه النووي، يُبقي لديه القدرة على القفز الى إنتاج سلاح نووي، مقابل تخفيف العقوبات، الأمر الذي يمكن أن يؤدي الى انهيار العقوبات كلها.
وكان المجلس الوزاري المصغر قد دعا في بيان الدول العظمى الى عدم رفع الضغوط عن إيران، مشيراً الى أن إسرائيل لا تعارض الحل الدبلوماسي، لكنه اشترط لذلك أن يؤدي الى تفكيك البرنامج النووي الإيراني. في السياق نفسه، أكد وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شطاينتس، خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن، أن إسرائيل لا توصد الباب أمام التوصل الى حل دبلوماسي مرض، يحرم طهران من القدرة على التقدم نحو إنتاج قنبلة نووية، وأضاف أنه سيتوجه الى واشنطن الاسبوع المقبل للقاء أعضاء الوفد الاميركي المفاوض مع إيران ليطلع منهم على سير عملية التفاوض ولينقل لهم موقف إسرائيل وتحفظاتها في هذا الخصوص. كذلك سيتوجه نتنياهو للقاء وزير الخارجية جون كيري، في 23 من الشهر الجاري في روما، خلال زيارته لعقد أول لقاء مباشر مع البابا فرانسيس في الفاتيكان. من جهته، رأى الوزير سيلفان شالوم أن المقاربة التي تعتمدها القوى الدولية المتفاوضة مع إيران تنطلق من اعتبارات اقتصادية في جوهرها، بمعنى السعي لاستئناف صادرات النفط الايراني، وبالتالي خفض أسعار النفظ في الاسواق العالمية.