وصفت مصادر إسرائيلية القرار الأميركي بتعليق جزء من المساعدات الأميركية إلى القاهرة بأنه «لعب بالنار» محذرة من تداعياته الإقليمية على حلفاء أميركا في المنطقة.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن تل أبيب نظرت «بدهشة وخيبة أمل» إلى القرار الأميركي، مشيرة إلى وجود خشية في أروقة السلطة في إسرائيل من ضعضعة استقرار الحكم في مصر ومن توجه السلطة الحاكمة هناك نحو جهات متطرفة من أجل الحصول على مساعدات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني رفيع قوله إن «الولايات المتحدة تلعب بالنار. فالتعاون بيننا وبين الجيش المصري في موضوع الارهاب في سيناء وتهريب السلاح الى غزة مهني ووثيق. هذه المرة الثانية (منذ اسقاط مبارك) التي يدير فيها الاميركيون الظهر للحليف المصري. هذا قد يحصل لنا ايضا».
وقال مصدر سياسي آخر للصحيفة إن «القرار الاميركي يطلق رسالة سلبية لكل العالم العربي تفيد بأنها تهجر اصدقاءها وحلفاءها وتبتعد عنهم عندما يكونون في ضائقة ويكافحون الارهاب والاخوان المسلمين. الرسالة للسعوديين، القطريين، الاردنيين وباقي حلفاء الولايات المتحدة هي أنه عندما تندلع اضطرابات في دولهم، فانها ستتخذ خطوة الى الوراء وتعاقب اصدقاءها».
وينص القرار الأميركي الذي أعلنته وزارة الخارجية أول من أمس على تجميد تحويل مبلغ قدره 260 مليون دولار إلى الجيش المصري، إضافة إلى إلغاء إرسالة ضخمة من الأسلحة تتضمن أربع طائرات أف 16 وعشر مروحيات من نوع أباتشي وصواريخ وقطع غيار للدبابات الموجودة بحوزة الجيش المصري. كما تم الإعلان عن إلغاء مناورة مشتركة كان مقررا أن ينفذها الجيشان الأميركي والمصري. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تشترط استمرار تدفق المساعدات بإقامة حكومة مدنية منتخبة ديموقراطيا في مصر، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل دعم القاهرة في حربها ضد الإرهاب».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الولايات المتحدة لا يمكنها إلغاء أجزاء من معاهدة السلام الموقعة عام 1979 والتي تتضمن وعودا أميركية بمنح مساعدات لمصر.
وقال المسؤول إن «الأمر لا يتعلق فقط بمصلحة إسرائيلية، وإنما أيضا بمكانة الولايات المتحدة في العالم العربي».
وذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أمس إن إسرائيل استخدمت خلال الأشهر الأخيرة كل وسيلة ممكنة من أجل إقناع الأميركيين بعدم وقف المساعدات التي يقدمونها لمصر. وترى إسرائيل أن استمرار الدعم العسكري الأميركي لمصر من شأنه أن يعزز النظام القائم ويساعده في التصدي للواقع الأمني في سيناء، كما من شأنه أن يحافظ على اتفاقية السلام بين تل أبيب والقاهرة.