جملة مواقف أثارها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أمس، ابتداءً بتأكيده أنه لم يطلب دعم احد لولاية رئاسية ثالثة، وانتقالاً إلى رفضه تأجيل الانتخابات النيابية العام المقبل، وانتهاءً بتحذير دول الجوار من أن الارهاب «خزان وقود» قد ينفجر في اي لحظة بوجه العالم. وشدد المالكي، في حوار خاص مع قناة «السومرية» مساء أمس، على أنه لم يطلب في اي فترة من أميركا أو أي دولة أن تدعمه ليكون في ولاية رئاسية أخرى، موضحاً أنه يعتمد على قرار الشعب العراقي الذي يقرر اذا كان يجب أن يبقى أو أن يرحل.
من جهة ثانية، رفض المالكي تأجيل انتخابات مجلس النواب المقرر اجراؤها العام المقبل لأن ذلك يضرب صدقية جميع الكتل السياسية والحكومة والبرلمان في التزامهم إجراء الانتخابات في مواعيدها.
وقال المالكي، في كلمته الاسبوعية التلفزيونية، إن «الحكومة وفرت وسهلت كل شي لمفوضية الانتخابات لإجراء انتخابات مجلس النواب في موعدها المحدد»، مضيفاً أن «الوقت ضيق والمناقشات طالت بشأن قانون الانتخابات، وإلى الآن توجد تعارضات كبيرة»، مقترحاً «أن يصوت مجلس النواب على اعتماد القائمة المفتوحة والدوائر المتعددة التي تكاد تكون محط اجماع جميع الكتل الا ما ندر، حتى يصدر المرسوم الجمهوري بتحديد يوم 30 من نيسان المقبل الموعد النهائي لانتخابات مجلس النواب، وتتمكن المفوضية من وضع اوراقها واستماراتها وتفصيلات العملية الانتخابية».
ودعا المالكي مجلس النواب إلى «الموافقة على هذا المقترح اذا لم تُحسَم الخلافات بشأن قانون الانتخابات»، مشيراً إلى أن «مجلس الوزراء صدّق على تخصيص 129 مليون دولار، لاعتماد صيغة الانتخاب الالكتروني لضمان درجة كبيرة من نزاهة الانتخابات». وكان رئيس كتلة التغيير البرلمانية لطيف مصطفى قد اكد، في وقت سباق أمس، أن جميع الكتل السياسية لديها خلافات حول قانون الانتخابات البرلمانية، وفيما اعتبر اتهام الاكراد بعرقلة إقرار القانون «لعبة ذكية» من قبل الكتل السياسية الأخرى، استبعد وجود حلول قريبة بين الكتل لإمرار القانون.
في اطار آخر، حذر المالكي الدول العربية والاسلامية من تحول التنوع القومي والمذهبي إلى قنبلة موقوتة في مجتمعاتهم، وعد الارهاب «خزان وقود» قد ينفجر في اية لحظة بوجه العالم، ولن يسلم منها حتى الولايات المتحدة الأميركية.
ولفت المالكي في كلمة له خلال المؤتمر الدولي الاول لمكافحة الارهاب أمس، إلى أن «العراق، مع الاسف، يصلح لأن يكون مكاناً لدراسة الآثار التي خلفها الارهاب، لأنه عاش الارهاب بكل تفاصيله»، مضيفاً أن «الارهاب اصبح مشكلة عالمية، وبالذات في المنطقة العربية، ولو كانت قضية عراقية لسيطرنا عليهم بالمصالحة الوطنية وسيطر عليها اهلنا في كل المناطق، وهو عبارة عن خزان وقود قد ينفجر في وجه العالم بأي لحظة، وعلى الدول أن لا تكتفي بالنصائح فقط»، مطالباً جميع دول العالم بـ«التعاون الامني من خلال المعلومة».
وأضاف المالكي: «قدمنا معلومات كبيرة عن الارهاب لكثير من الدول العربية من اجل أن يعالجوا هذه البؤر قبل استفحالها».
ودعا المالكي جميع الدول إلى «عدم التفرج على ما يجري من ارهاب في العراق، ولا تتفرجوا على اشلاء العراقيين؛ لأن الإرهاب لن يسلم منه احد ولا حتى اميركا».
وخاطب المالكي الدول الداعمة للارهاب قائلاً إن «هناك تنوعاً في مجتمعاتكم وفي مذاهبكم وقومياتكم، وليست خالية من الجهل والجهلاء، وهؤلاء الجهلاء قد يتحولون إلى قنابل موقوتة»، لافتاً إلى أن «الجهل والفقر والاهمال والتجويع الذي تنتهجه بعض الأنظمة، من محركات الارهاب، وافضل وسيلة لمحاربته هو اشاعة العلم».
وشدد على أن «مكافحة الارهاب مهمة اقتصادية وامنية بنفس الوقت من خلال، تجفيف منابع الارهاب وملاحقة الارهابيين في البلاد».
في اطار آخر، وافق رئيس الحكومة العراقية العراقي نوري المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة على إعادة 55 ضابطاً في الجيش السابق إلى الخدمة.
(الأخبار)