القاهرة | مع حلول الذكرى الأربعين لحرب 6 أكتوبر 1973، تحولت مصر الى ساحة صدام بين أنصار القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبد الفتاح السيسي، وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، الذين تجمّعوا في كل المحافظات، وخصوصاً في القاهرة احتجاجاً على الانقلاب العسكري الذي تم بموجبه عزل الرئيس محمد مرسي. وأعلن مدير الإدارة المركزية للرعاية الحرجة في وزارة الصحة المصرية، خالد الخطيب، في مقابلة مع قناة «اون تي في» المصرية الخاصة، أن 15 شخصاً قُتلوا وأصيب 83 آخرون في اشتباكات وقعت أمس في أنحاء متفرقة من مصر بين متظاهرين إسلاميين وقوات الأمن.
وكان «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، الذي يضم جماعة الإخوان وأحزاباً إسلامية أخرى، قد دعا المصريين للخروج إلى الشوارع والميادين في الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وأنصار الرئيس المعزول في القاهرة وصعيد مصر، حيث أكد مصدر طبي في محافظة المنيا، لقناة «بي بي سي»، مقتل أربعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بعد مناوشات بين المشاركين في مسيرة مناهضة للحكومة المؤقتة وقوات الجيش والشرطة المتمركزة في قرية دلجا. وعمدت قوات الأمن الى تفريق المتظاهرين في دلجا باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص بهدف منع اقتحامهم لأماكن تمركز القوات.
وأغلق الجيش، بمعاونة قوات الأمن المركزي، كل المداخل المؤدية الى ميدانَي التحرير والنهضة ومحيط جامعة القاهرة بالجيزة، منذ العاشرة صباح أمس،
في المقابل، كان مصريّون آخرون يحتفلون بذكرى الحرب التي من خلالها استعيدت بعض الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وكانوا يرددون الأغاني الوطنية، وخصوصاً تلك المناهضة للإخوان والتي صدرت عقب عزل مرسي، وعمّت أرجاء «المحروسة» وتحمل كلمات مثل «تسلم الأيادي، تسلم يا جيش بلادي».
وعمد العشرات من أعضاء حملات دعم الفريق السيسي للرئاسة الى جمع آلاف التوقيعات للمطالبة بترشح الفريق السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة ودعمه أثناء الاحتفال.
وسمحت أجهزة الأمن للمتظاهرين المؤيدين للسيسي بدخول الميدان عبر بوابات إلكترونية، في محاولة لتأمين «التحرير» والمشاركين في الاحتفالات، ومنع البلطجية والخارجين عن القانون من الاندساس وسط المتظاهرين هناك.
وكثفت قوات الشرطة من عمليات التفتيش وسط التحرير للتأكد من عدم وجود أي إشارات خاصة بجماعة الإخوان، وخاصة إشارة رابعة العدوية.
في غضون ذلك، نظّمت فرق شعبية تابعة للقوات المسلحة احتفالاً أمام محيط قصر الاتحادية، فيما نظمت فرق موسيقية تابعة لجهاز الشرطة احتفالاً أمام مبنى التلفزيون لعزف النشيد الوطني المصري بالتعاون مع عدة مدارس، وبدأ فريق الكشافة البحرية عزف الأغاني الوطنية.
سياسياً، وفي أول حديث صحافي يجريه الفريق السيسي، قال لصحيفة «المصري اليوم» التي تنشره اليوم، «كان يفصلنا عن الحرب الأهلية شهران، وقلت للرئيس السابق محمد مرسي لقد فشلتم وانتهى مشروعكم».
وأضاف السيسي، وفق ملخص عن المقابلة نشرته الصحيفة المصرية مساء أمس، أنه قال للرئيس المعزول في آخر اجتماع للمجلس العسكري بحضوره: «الوطن في خطر وعليك التجاوب مع مطالب الشعب».
وأوضح أن «ولاء القوات المسلحة للدولة والوطن وولاء جماعة الإخوان للجماعة ولأمة لا ترتبط بالوطن»، مشيراً الى أن قراءة تاريخ الإخوان تكشف حجم فجوة الخلاف العميقة بين الجماعة والقوات المسلحة. وقال «إن تقديراتنا أننا لو وصلنا إلى مرحلة الاقتتال الداخلي فلن يحول الجيش دون تداعياتها».
من جهة ثانية، قالت مصادر مطلعة لصحيفة «المصري اليوم» إن «المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين» عقدوا اجتماعاً سرياً لمناقشة الانضمام إلى حزب مصر القوية، برئاسة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح الرئاسى السابق، أو تأسيس حزب جديد بديل من الحرية والعدالة، التابع للجماعة.
الى ذلك، في أول زيارة يقوم بها الى الخارج، يزور الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، اليوم مدينة جدة السعودية، حيث يلتقي الملك عبد الله. وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بأن منصور يصل الى جدة للقاء الملك لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات والقضايا الإقليمية والدولية.
وكان منصور قد أعلن «البدء في مشروع إنشاء محطات نووية للاستخدامات السلمية للطاقة، وستكون الضبعة أول مواقع دراستنا». كما أعلن «البدء في أولى خطوات مشروع تنمية منطقة قناة السويس».