حلب ـ الأخبارمن جهات الريف الحلبي الأربع، تُقضَم يومياً مساحات إضافية من مجموعات «الجيش الحر» والألوية المعارضة التي لا تعمل تحت راية «الدولة الإسلامية في العراق والشام». من الجنوب استطاع الجيش السوري السيطرة مجدّداً على بلدة خناصر الاستراتيجية بمؤازرة «قوات الدفاع الوطني»، ما يسمح بإعادة فتح الطريق بين مدينة حلب ووسط سوريا. وتزامن ذلك مع سيطرة «الدفاع الوطني» على خمس قرى قريبة من معامل الدفاع الاستراتيجية في السفيرة، وهي صدعايا، والديمان، والعدائية، والحسينية والحلوة، موقعة عشرات القتلى في صفوف التنظيمات المعارضة. وأكدت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» ان الجيش السوري والقوات الداعمة له أنجزوا عمليات تثبيت للمواقع التي يسيطرون عليها في مدينة حلب ومحيطها القريب خلال الأسابيع الماضية، بعد تعرضها لهجمات من قبل مسلحي المعارضة. وأكدت المصادر أن نتائج هذا العمل ستظهر تباعاً، بعد السيطرة على خناصر، ما يعني بدء عملية فك الحصار عن أحياء حلب والمناطق المحيطة بها التي لا تزال بيد الجيش السوري. وتقع خناصر على الطريق الذي يصل حلب بمدينة السلمية في محافظة حماه.
أما في ريف حلب الشمالي، فعزّزت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» سيطرتها على مدينة اعزاز وريفها، بعدما طردت أمس مجموعات تابعة للواء «عاصفة الشمال» المحسوب على «الجيش الحر» قرب قريتي معرين وبزياق. وأتت معارك «داعش» و«العاصفة» بعد انسحاب «لواء التوحيد» من الجهة السورية من معبر باب السلامة على الحدود التركية بعد إنذار من «داعش»، إذ فشلت المصالحة التي رعاها «التوحيد» (التابع للإخوان المسلمين) بين «داعش» و«العاصفة». وبحسب مصادر ميدانية، فإن قوات «داعش» تتقدم باتجاه السيطرة على معبر باب السلامة الواقع شمال شرق مدينة اعزاز. وجنوب غرب اعزاز، لاحق مقاتلو «داعش» عناصر «عاصفة الشمال»، وطردوهم إلى حدود قرية قسطل جندو ذات الغالبية الكردية، حيث ترابط «وحدات حماية الشعب الكردي». وسلّم عدد من مقاتلي «العاصفة» أسلحتهم للوحدات الكردية.
في موازاة ذلك، عادت السخونة إلى محيط السجن المركزي، الذي يضم نحو 4000 من سجناء الحق العام، بعد انكفاء المسلحين عنه في الأسبوعين الماضيين، حيث صدّ حراسه بمؤازرة سلاحي الجو والمدفعية هجمات عدة انطلاقاً من مقارّ المسلحين في المزارع والمنشآت العامة والخاصة المحيطة به.
القصف السوري طاول، أيضاً، مناطق مختلفة في الريف الحلبي، كقرية أورم الكبرى، والأتارب، وكفر داعل وعندان غرباً، وكويرس، والجديدة، ورسم العبود ودير حافر شرقاً، وامتدّ القصف إلى الباب وتادف، حيث دمر سلاح الجو سيارات محمّلة بالسلاح وأخرى مزوّدة برشاشات متوسطة وثقيلة.
وللمرة الثانية في غضون أقل من 48 ساعة قتل عشرة أشخاص في انفجار ضخم في كفر داعل داخل معمل للعبوات الناسفة، في الوقت الذي أعلن فيه مصدر عسكري أن الجيش السوري استهدف مقراً للمسلحين في البلدة نفسها.
وكان ما لا يقل عن عشرين مسلحاً قد لقوا مصرعهم قبل يومين في قباسين، بالقرب من مدينة الباب الواقعة شمال شرق حلب، نتيجة انفجار في معمل آخر لصنع العبوات الناسفة.
في سياق آخر، قال مصدر في «قوات الدفاع الوطني» في بلدة نبّل المحاصرة إنّ مروحيات سورية ألقت بمعونات طبية، وأدوية ولقاحات أطفال، مشيراً إلى أن الأسبوعين الأخيرين «لم يشهدا قصفاً للبلدة انطلاقاً من ماير والقرى التي يسيطر عليها التكفيريون نتيجة انشغالهم بالمعارك المندلعة بين داعش وبقية المجموعات»، في وقت تستمر فيه معاناة نحو ثلاثة وستين من الأطفال والنساء من أهالي نبّل والزهراء اختطفوا أثناء توجههم في حافلة من حلب نحو دمشق، حيث قامت مجموعة من «الجيش الحر» بنقلهم إلى حلب، وسلّمتهم إلى «الهيئة الشرعية»، حيث يجري التفاوض لإطلاق سراحهم.
وفي محافظة إدلب، ورغم تحقيق الجيش السوري تقدماً كبيراً في جبل الأربعين المطلّ على مدينة أريحا، والأشبه بمدينة اصطياف توازي في حجمها مدينة أريحا نفسها، إلا أنّ المعارك تجدّدت في غير موقع منه بين الجيش وبين الجماعات المسلحة، التي تنتشر في تلك المنطقة.
وفي ريف اللاذقية، أعلنت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة السورية تنفيذ عملية أدت إلى مقتل عدد كبير من ضباط «الجيش السوري الحر» صباح أمس، خلال اجتماعهم في مركز إطفاء الروضة - ناحية ربيعة. وتحدّثت المعلومات عن إصابة قائد «الحر» السابق رياض الأسعد بجروح، فيما ذكرت بعض المواقع أنه قتل. وليلاً، نقل موقع «إيلاف» السعودي عن الأسعد نفيه خبر مقتله، مؤكداً أنه داخل الأراضي السورية. لكنه ذكر أن النظام السوري فشل مرة ثانية في اغتياله.
وفي ريف دمشق، استمرت المعارك في أكثر من محور، وسط تقدّم بطيء للجيش السوري في مختلف المحاور، وخاصة في الغوطة الشرقية، باستثناء في برزة (شمال دمشق)، حيث تمكن مسلحو المعارضة من صد هجوم للجيش السوري خلال اليومين الماضيين، وإيقاع عشرات الإصابات في القوة المهاجمة.