أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، عن تأييده المطلق لخطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وللرسائل التي تضمنها، محذراً من «الوقوع في إغراء تخفيف العقوبات (عن إيران) قبل أن يكون واضحاً أن نظامها غير التقليدي يتنازل عن قدراته غير التقليدية».
ورأى يعالون أن نتنياهو عرض الواقع بصورة دقيقة في ما يخص التهديد الإيراني؛ «فصحيح أن روحاني جاء مع لسان لبق، وللأسف فإن بعض الجهات في الغرب يميلون إلى اتباع أمانيهم».
وشدد يعالون على أن «العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ممتازة، وهذا لا يعني عدم وجود خلافات بيننا في مواضيع محددة»، مضيفاً أن «هناك اتفاقاً شاملاً مع الرئيس الأميركي بشأن الحاجة إلى منع النووي الإيراني بأي طريقة من الطرق.. وقد عبّر الرئيس الأميركي عن ذلك أيضاً».
من جهته، قال وزير شؤون العلاقات الدولية والاستراتيجية، يوفال شتاينتس، أن إسرائيل لا تعارض حلاً دبلوماسياً لأزمة البرنامج النووي الإيراني «شرط أن يكون هذا الحل شبيهاً بذلك الذي جرى التوصل إليه في ليبيا، حيث فُكِّكت البنية التحتية النووية خلافاً لما حدث في كوريا الشمالية».
ورأى شتاينتس في مقابلة إذاعية أمس أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تدرك جيداً أن إيران ستحاول من خلال المفاوضات معها إنقاذ اقتصادها ومشروعها النووي العسكري على حد سواء، ما سيجعل هذه المباحثات صعبة.
بدوره، سعى وزير الاتصالات، غلعاد أردان، إلى التخفيف من وقع التباين مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الفجوات بين الجانبين حول البرنامج النووي «ليس كبيرة». وإذ رأى أنه يجب على رئيس الوزراء مواصلة طرح الحقائق على الرأي العام وزعماء دول العالم، أكد أردان في مقابلة إذاعية أن إيران «ستُختبر بما ستفعله، أي تفكيك المفاعلات واجهزة الطرد المركزي ولن تختبر بليونة المواقف التي يطرحها رئيسها حسن روحاني؛ إذ انه ليس صاحب الأمر في المجال النووي». وذكر الوزير الإسرائيلي أن سياسية نتنياهو تعتمد على مقولة «إن لم أكن لنفسي فمن لي؟» وإسرائيل وحدها هي التي ستقرر ما إذا كان أمنها القومي معرضاً للخطر. على المقلب الآخر، انتقد أعضاء كنيست نبرة نتنياهو المتعالية وعدم إعطائه فرصة لفحص التغيير في الموقف الإيراني. وقال عمران متسناع من حزب «الحركة» إن إعلان نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة أن «إسرائيل ستعمل بمفردها بوجه إيران إذا اضطرت لذلك» كان تصريحاً ينطوي على الغطرسة ولا يرتكز على الواقع. ورأى متسناع أن نتنياهو ارتكب خطأً عندما قدم إسرائيل كدولة تفضل استخدام القوة العسكرية قبل أي شيء آخر. وأعرب عضو الكنيست من حزب العمل، إسحاق هرستوغ، عن أسفه لعدم تطرق نتنياهو في خطابه إلى احتمال حصول تغيير فعلي في الموقف الإيراني، مشيراً إلى عدم وجود خلال داخل إسرائيل بشأن عدم حصول إيران على قنبلة نووية.
وذكرت صحيفة «معاريف» أمس أن نتنياهو كان راضياً عن خطابه، وأنه شعر بأنه نجح في نقل رسالته. وقالت الصحيفة إن نتنياهو مقتنع بأن خطابه يمكن أن يؤثر ليس فقط على الرأي العام في الدول المختلفة، بل أيضاً على حكوماتها، وعلى رأسها الإدارة الأميركية، وإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتقد أنه في أعقاب الخطاب قلت احتمالات أن ترفع العقوبات عن طهران، فيما أعيد الخيار العسكري الأميركي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين تقديرهم أنّ الرئيس الأميركي لن يتراجع أمام نظيره الإيراني، في مسألة العقوبات ولن يوافق على تخفيفها كبادرة حسن نية. ورأت المصادر أن أوباما لم يبلور بعد خطة عمله حيال إيران، ولذلك فإن الشعور في إسرائيل هو أن زيارة نتنياهو كانت مجدية في تعزيز الموقف الإسرائيلي.