مسألة السلاح الكيميائي أصبحت خلف الرئيس السوري. بلاده قدّمت المطلوب منها والباقي التقني لأهل الاختصاص. إلى «جنيف 2» تلوح الأنظار، والرئيس بشار الأسد يرى أفولاً للدور الأوروبي وتبعية عربية للسيّد الأميركي. وفي مقابلة مع قناة «راي نيوز 24» التلفزيونية الإيطالية، أكّد الأسد أنّ سوريا «ستلتزم بكل بنود معاهدة انضمامها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وليس لديها أي تحفظات».
وحول تنظيم عملية إتلاف هذه الأسلحة، قال الرئيس السوري: «إن هذا من اختصاص منظمة حظر الأسلحة الكيميائية»، مشيراً إلى «أن دور دمشق يقتصر على تقديم البيانات وتيسير إجراءات فِرق عمل المنظمة، وهذا متوافر حتى الآن».كذلك استبعد الأسد أن يكون أي أحد من الحلقة المحيطة به أو في الجيش استخدم السلاح الكيميائي من دون اذنه، واصفاً الافتراضات بهذا الشأن بأنها «قصة للأطفال».
وفي سياق متصل، أشار إلى أن الولايات المتحدة وضعت عراقيل أمام قدوم خبراء الأمم المتحدة إلى سوريا للتحقيق في حادثة خان العسل، التي طالبت دمشق بالتحقيق فيها.
لا دور لأوروبا
وتحدث الأسد عن الدور المحتمل للاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بمؤتمر «جنيف 2»، مؤكداً أن «معظم البلدان الأوروبية اليوم ليس لها القدرة على أداء دور لأنها لا تمتلك العوامل المختلفة التي تمكنها من النجاح، ومن أن تكون كفوءة وفعالة في أداء ذلك الدور» لحل الأزمة السورية.
قطر والسعودية تابعتان
كذلك وصف الرئيس السوري قطر والسعودية بأنهما «دولتان تابعتان لسيدهما، وهو الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أنه «إذا حضرت الولايات المتحدة مؤتمر «جنيف 2» فإن الدول الأخرى التابعة هي مجرد شكليات».
وتعليقاً على التطورات الأخيرة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، أعرب الاسد عن اعتقاده بأنه ستكون لها انعكاسات ايجابية، ليس على الأزمة السورية فحسب، بل وعلى كل القضايا في المنطقة، لكن ذلك «إذا كان الأميركيون صادقين في هذا التقارب».
الحل السياسي جزء من الأزمة
من جهة أخرى، شدّد الرئيس السوري على أنّه «منذ بداية الأزمة قلنا إن النشاط السياسي أو الحل السياسي هو جزء مهم جداً من الأزمة»، موضحاً أنه «عندما يكون هناك إرهاب لا يمكن التوقع بأن يؤدي الحل السياسي إلى تسوية كل المشاكل». وأضاف أنه «رغم ذلك ينبغي أن نستمر في العمل السياسي»، مشيراً إلى أن «الأمر يتعلق باجتماع السوريين حول الطاولة لمناقشة النظام السياسي الذي يريدونه ومستقبل سوريا. وكل ما يتفقون عليه سيعرض على استفتاء للحصول على موافقة الشعب السوري».
المسلحون إرهابيون لا معارضة
ورفض الرئيس السوري أنّ يسمي المجموعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري «المعارضة». وقال إنّ «المعارضة كيان سياسي وبرنامج سياسي ورؤية سياسية. هذه هي المعارضة. إذا كانت هناك أسلحة وتدمير وقتل واغتيال، فهذه ليست معارضة. هذا ما يسمى إرهاباً في جميع أنحاء العالم، وفي كل البلدان».
وحول احتمال حضوره شخصياً إلى مؤتمر «جنيف 2»، أوضح أنّ «هذا يعتمد على إطار مؤتمر جنيف، أي نوع من المؤتمرات هو، من سيحضره، ما هي المعايير الناظمة لهذا المؤتمر، لذلك علينا أن نكون مستعدين كحكومة، لكننا لا نستطيع تحديد من سيرأس وفدنا إلى أن يتضح إطار المؤتمر والمعايير الناظمة له». وأضاف: «يمكن لأي حزب سياسي حضور المؤتمر، لكننا لا نستطيع التحدث، على سبيل المثال، إلى منظمات تابعة لتنظيم القاعدة، أو إلى إرهابيين. ولا نستطيع التفاوض مع أشخاص يطلبون التدخل الخارجي والتدخل العسكري».
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يفكر في ترك السلطة، أوضح أنّه «إذا كان تركي للمنصب سيجعل الأمور أفضل، فجوابي ببساطة شديدة ودون أي تردد هو نعم، لكن السؤال هل سيكون الوضع أفضل. هذا سؤال آخر. بالنسبة إلي كرئيس حتى الآن ينبغي أن أكون في موقعي، لأنه عندما يكون المرء وسط عاصفة لا ينبغي أن يتخلى عن السفينة. لا يتخلى عن موقعه ويترك بلده وسط العاصفة. مهمتك هي أن توصل السفينة إلى شاطئ الأمان».
وفي معرض الحديث عن تقرير مستقبله السياسي، أكد الأسد أن «الوسيلة الوحيدة هي صناديق الاقتراع»، مؤكداً أنه سيمتثل لرغبة الشعب السوري.
وأضاف «إذا شعرت قبل الانتخابات بأن الشعب السوري يريدني أن أترشح فسأترشح. وإذا شعرت بأنه لا يرغب في ذلك فإني لن أفعل».
وشدّد الرئيس السوري، في ختام حديثه، على أنه لم يترك إلا خياراً واحداً أمام الحكومة السورية وهو «أن ندافع عن بلدنا». ولفت إلى أن الأولوية الآن هي التخلص من الإرهابيين وإرهابهم وأيديولوجيتهم ومن بعدها سيكون هناك «الكثير من الأشياء التي علينا أن نعالجها بعد الأزمة».
المعلم: لن نسلم السلطة في «جنيف 2»
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أنّ الحكومة السورية ذاهبة إلى مؤتمر «جنيف 2» للحوار، وليس «من أجل تسليم السلطة لأحد».ولفت، في تصريحات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أنّ مؤتمر «جنيف 2» يستطيع «التوصل إلى برنامج سياسي ووثيقة عمل سياسية تعرض على الاستفتاء الشعبي». كذلك شدّد المعلم، في تصريحات إلى قناة «سكاي نيوز عربية»، على أنّ الرئيس بشار الأسد غير مستعد للتنازل عن منصبه، مضيفاً «أن الأسد رئيس منتخب حتى موعد الانتخابات منتصف العام المقبل، ولا يحق لأحد أن يشكّك في هذه الشرعية».
كذلك أعلن المعلم رفضه اعتبار «الائتلاف» ممثلاً للمعارضة في مؤتمر «جنيف2»، موضحاً، أنّه «سقط بأعين السوريين بعد أن طالب الولايات المتحدة بضرب سوريا».
إلى ذلك، أكد، في تصريح لقناة «RT» الانكليزية، أنّ الأزمة السورية ستنتهي خلال أسابيع إذا ما أوقف الغرب وبعض الدول الخليجية دعم المجموعات الإرهابية.
(الأخبار، سانا)