رام الله، غزة - الأخبار انقضّت قوات الاحتلال، أمس، على المتظاهرين الفلسطينيين، الذين خرجوا عقب صلاة الجمعة نصرة للقدس والمسجد الأقصى، وتنديداً بجرائم الاحتلال المتواصلة في الذكرى الـ 13 للانتفاضة الثانية، فيما نظمت غزة مسيرة دعت فيها الى انتفاضة ثالثة على الاحتلال.

وأُصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق جراء اندلاع مواجهات في عدة مناطق في مدينة القدس، بعدما هاجمت قوات الاحتلال عدة مسيرات انطلقت في مناطق متفرقة من المدينة المقدسة نصرة للمسجد الاقصى، وبسبب الإغلاقات المتكررة من قبل الاحتلال للمدينة المقدسة أثناء فترة الاعياد اليهودية، حيث خرجت مسيرة من باب الاسباط، وباب العمود، وباب الساهرة، ورأس العمود، ووادي الجوز.
وهاجم الاحتلال المتظاهرين بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت، ما ادى الى اصابة العشرات بحالات اختناق، واعتقلت قوات الاحتلال 5 شبان من انحاء متفرقة من المدينة.
وفي الخليل، اندلعت مواجهات بيت جنود الاحتلال والشبان عقب صلاة الجمعة، وقال شهود ان عشرات الشبان رشقوا البؤر الاستيطانية بالحجارة والزجاجات الفارغة، واطلق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على الشبان.
وأشاروا الى أن قوّات من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة انتشرت في منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل للحيلولة دون اشتباك الشبّان مع جنود الاحتلال.
ووقعت مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال في محيط حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال شهود إن عشرات من الشبان انطلقوا في مسيرة بعد الصلاة باتجاه حاجز حوارة، وأشعلوا الاطارات وأغلقوا الطرق أمام دوريات الاحتلال بعدما رشقوا الجنود المتمركزين على مفرق بركة والطريق المؤدي إلى مستوطنة «يتسهار» بالحجارة والزجاجات الفراغة.
وردّ جنود الاحتلال بإطلاق القنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وعرقل الجنود حركة المركبات من مدينة نابلس وإليها.
وانضمت غزة الى أخواتها، حيث اندلعت مواجهات على الحدود شرق غزة، وأطلق جنود الاحتلال النار وقنابل الغاز على الشبان المشاركين في المسيرة بشكل عشوائي. وكان عشرات الشبان قد انطلقوا من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة إلى الموقع العسكري الإسرائيلي «ناحل عوز» شرق المدينة. وكان «ائتلاف شباب الانتفاضة الفلسطينية» قد أعلن أنه يعتزم تنظيم مسيرات «الغضب» في الضفة المحتلة وقلب المسجد الأقصى المبارك وقطاع غزة.
أما حركة «حماس» في غزة، فقد نظمت مسيرة حاشدة نصرة للأقصى تخللها عرض عسكري كبير ضم مئات المقاتلين من «كتائب القسام». وقال النائب مشير المصري إن القدس لا تقبل القسمة بين اليهود والعرب، وإنها ستخلع كل يهودي غاصب من أرضها.
ودعا إلى إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية ووقف التنسيق الأمني والمفاوضات حتى يتمكن المقاومون من الدفاع عن القدس والأقصى.
وقال إن الشعب الفلسطيني على «أعتاب مرحلة جهادية يلقن فيها العدو دروساً قاسية، ليس من غزة فقط، بل من الضفة والقدس المحتلة». ودعا المصري إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة في وجه العدو الاسرائيلي. وأضاف: «نحن بانتظار مفجري الثورات، وبانتظار تفعيل المقاومة بالضفة، لأنها الخيار الوحيد لتلقين العدو الدروس القاسية».
بدوره، أكد المتحدث باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، أن العروض العسكرية القسامية هدفها إيصال رسالة للعدو، بأن المقاومة حاضرة بكل قوة، وسيكون لها كلمة من أجل فلسطين والأقصى. وقال «إن كتائب القسام ستكون في قلب الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، إن وقعت».
وشدد على أن كافة الخيارات لدى كتائب القسام مفتوحة، ولم تسقط العمليات الاستشهادية من حساباتها للرد على أي عدوان. واستهجن التهديدات المصرية لغزة، مؤكداً أن «معركتنا مع الاحتلال، ولن ننشغل بأي معارك جانبية».
الى ذلك، عمد مستوطنون الى الاستيلاء على جبل في ريف نابلس الجنوبي، بعد سلسلة اعتداءات شنوها خلال اليومين الماضيين على المواطنين وممتلكاتهم.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إن نحو 200 مستوطن سيطروا على جبل قرقفه قرب قرية جوريش جنوب شرق نابلس ولا يزالون موجودين فيه حتى اللحظة. وأضاف: «النية لديهم تتجه لاحتلال الجبل». وكان المستوطنون قد بدأوا أيضاً بشق طريق استيطانية في قرية سرطه بمحافظة سلفيت لربط مستوطنة «بروخين» بالمستوطنات الأخرى.