غزة - الأخبار في ظل «تعبئة حمساوية» لرجال الشرطة وكتائب القسام، استبعد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق أن تتدخل مصر عسكرياً لدعم أي حركة تمرّد في قطاع غزة بغرض إنهاء حكم «حماس»، فيما بدا وزير الخارجية المصري نبيل فهمي مصرّاً على تهديداته السابقة بالتدخل عسكرياً في قطاع غزة للجم اعتداءات «حماس» على الأمن المصري، حسب زعمه.

وقال أبو مرزوق إن «الجيش المصري وطني وموجود في سيناء وفق اتفاقات محددة، ومصر لن تسجل على نفسها على الإطلاق أنها تعاملت مع الشعب الفلسطيني من منطلق مخالف لمواقفها الوطنية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية». وأكد أن «غزة كانت مشمولة في اتفاق كامب ديفيد وكانت حينئذ فرصة لتحرير غزة مع تحرير سيناء». وأسف لضياع هذه الفرصة، وقال: «لو كان الأمر حدث لكانت غزة الآن محررة وتحت الإدارة المصرية كما كانت سابقاً».
ورأى أبو مرزوق أن «الأوضاع في مصر مختلفة عن غزة تماماً، ولا مجال للمماثلة بينهما. «حماس» حركة مقاومة وطنية شعبيتها هي التي وضعتها في السلطة، وقدّمت الآلاف من الشهداء في عمليات مقاومة». وأكد أنه «لا يستطيع أحد مهما بلغت مكانته فلسطينياً أن يتجاوز مصر أو أن يقلل من شأنها؛ فنحن لسنا نداً لمصر، بل نحن بحاجة إلى مصر وإلى الجهد المصري، ولا يمكن أن نفكر على الإطلاق في معاداة مصر أو شعبها أو التدخل في شؤونها. فالأمن المصري خط أحمر، لم ولن يجري العبث به من قبل أي طرف فلسطيني، بما في ذلك حماس».
وبالنسبة إلى أزمة معبر رفح الذي تكثر السلطة المصرية من إغلاقه، قال أبو مرزوق «إن قرار تشغيل معبر رفح قرار مصري صرف ويحتاج الى إرادة سياسية لإزالة عوائق تشغيله، على رأسها إنهاء الانقسام ووجود حماس في قطاع غزة»، وإن «مصر ترى أنه ليس هناك طرف رسمي على الجانب الفلسطيني».
ولم يمانع أبو مرزوق عودة الحرس الرئاسي الى المعبر قائلاً «إن حرس الرئاسة ما زالوا موجودين في غزة ويتقاضون مرتباتهم. يمكنهم العودة والحضور على المعبر والقيام بوظائفهم في إدارته»، مؤكداً أن «حماس» مع أي اتفاقية لإعادة تشغيل المعبر بشكل طبيعي، وأنها لن تكون أداة للتضييق على الناس. وقال: «لقد طالبنا بفتح المعبر وقلنا إنه ليس لدينا إشكالية في إعادة حرس الرئاسة الذين انسحبوا من أنفسهم، فنحن لم نطردهم، بل جاءتهم أوامر من رام الله أن يتركوا عملهم»، لافتاً الى أن تشغيل المعبر الآن يتم بطريقة استثنائية وبتنسيق مصري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
في مقابل الكلام الدبلومسي للقيادي الحمساوي، بدا وزير خارجية مصر مصرّاً على تصريحاته السابقة التي تضمنت تهديداً لـ«حماس»، قائلاً إن تكرار اللقاءات مع الرئيس الفلسطيني رسالة سياسية مقصودة معناها التزام مصر تجاه القضية الفلسطينية، وأن هذا الالتزام يتزايد ويتضاعف مع القيادة المصرية الجديدة، كما أن مصر تؤيد المسار التفاوضي الذي اختارته القيادة الفلسطينية.
وحول قطاع غزة قال فهمي «سكان غزة في أعيننا، ولم يكن هناك شك في ذلك ولن يكون، وسنفعل كل ما يمكن لتسهيل حياتهم اليومية. ولكنّ مصر مصرّة على تأمين الحدود تأميناً مشروعاً ضد أي طرف ينتهك السيادة، وإن التزامنا مع أهل غزة بنفس قوة التزامنا بالحفاظ على السيادة والحدود».
وأضاف «أنا ملتزم بما صرّحت به وأؤكده مرة أخرى، وأوضح أن إجراءاتنا لن تمس حياة السكان في غزة. ولكن من يتصور أننا نتساهل في أمر الحدود والسيادة، فهو لا يفهم الشخصية المصرية، والقوة العسكرية التي تحدثت عنها ليست ضد المواطنين الفلسطينيين أينما كانوا، بل ضد من اعتدوا على الحدود والسيادة. وإن الرئيس الفلسطيني مطمئن إلى أن مصر تعامل الفلسطينيين بشكل سوي ولا يمكن الإساءة إليهم على الاراضي المصرية».
من جهته، أكد القيادي الحمساوي محمود الزهار أنّ غزة صامدة وصابرة وعصية على الانكسار لا تقبل بالخونة، مشدداً على ضرورة تحصين الجبهة الداخلية لمواجهة كل المتربصين بغزة.
وقال خلال لقاء سياسي نظمته وزارة الداخلية والأمن الوطني أول من أمس، لضباط وكوادر الأجهزة الأمنية والوزارة في مناطق غرب غزة بحضور نحو ألف من الضباط، إن «حركته شكلت تحالفاً وطنياً ضد المفاوضات وضد التفريط بالثوابت والحقوق الفلسطينية».
بدوره، قال وزير الداخلية في الحكومة المقالة، فتحي حماد، «نُواصل العمل لحراسة الجبهة الداخلية وحمايتها حتى تبقى عصيّة على الاحتلال وشوكة في حلقه، ونخوض المعركة تلو المعركة، ونمر بالأزمة تلو الأزمة. كان لا بد من مواصلة التعبئة الأمنية والسياسية لكوادرنا» .
وأكد أن الداخلية رغم كل الخطوب التي تُوضع في طريق شعبنا، عقدت العزم على مواصلة طريق التحرير والتمكين، مضيفاً «لا بد من الإعداد لنرهب عدونا وكل من تُسوّل له نفسه العبث بجبهتنا الداخلية وأمن قطاع غزة». وتابع «لا بد من العمل في إطار أمة واحدة، لأن المقاومة رأس حربة الأمة ويجب أن تكون عصية وقوية على الانكسار. وسنبقى منارات ومشاعل وقدوات لمواصلة المقاومة حتى تحرير بلادنا».
وشدد حماد على أن الداخلية لن تسمح بأي مساس بقطاع غزة وأمنه واستقراره، مخاطباً ضباط الأجهزة الأمنية بقوله «نريدكم يقظين مستعدين للتضحية بكل شيء لحماية شعبنا وأمنه».