بعد محادثات «بنّاءة»، اقترب الجانبان الروسي والأميركي من التفاهم على مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن السلاح الكيميائي السوري، وذلك رغم ضبابية الموقف النهائي الأميركي بشأن إدراج الفصل السابع أو قرار لاستعمال القوة. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمل بلاده بأن يتم التوافق على قرار في مجلس الأمن الدولي حول سوريا، من دون الخروج عن أطر اتفاقية جنيف.
ونقل بيان لوزارة الخارجية الروسية عن لافروف قوله، عقب لقائه نظيره الأميركي جون كيري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «اللقاء مع وزير الخارجية كيري تطرق إلى الكثير من المسائل، أهمها سوريا، وقبل كل شيء إلى قرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر السلاح الكيميائي، وقرار مجلس الأمن الذي سيدعم الخطوات التي يجب أن تتخذ لتدمير السلاح الكيميائي في سوريا».
وأشار لافروف إلى أن «الجانبين الروسي والأميركي أكدا أن الحديث يدور حول تدمير كل السلاح الكيميائي الموجود في سوريا، لأنّ هناك مخاوف جدية من احتمال حيازة المعارضة لبعض مكونات المواد السامة»، مضيفاً «نحن نعتمد على الحقائق، والحقائق تشير إلى أن الحكومة السورية انضمت إلى معاهدة منع انتشار السلاح الكيميائي وأعربت عن استعدادها لتنفيذ الالتزامات فوراً، وأرسلت إلى منظمة حظر السلاح الكيميائي بيانات حول مخزون السلاح الكيميائي لديها ومكان وجوده».
ووصف لافروف المحادثات بـ«البنّاءة»، ولفت إلى أن «لدينا تفاهماً مشتركاً حول طريقة المضي والتصرف على أساس اتفاق جنيف... ونأمل بالتوافق على قرار في مجلس الأمن ضمن إطار جنيف، والذي سيتم اتخاذه بعد تصويت أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة حظر السلاح الكيميائي على قرارهم».
من ناحيته، أشار ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية إلى وجود خلافات في الرؤية حول مشروع قرار مجلس الأمن بشأن السلاح الكيميائي السوري، مؤكداً أن لقاء الوزيرين يجب أن يدعم العمل لإعداد قرار مناسب في هذا الصدد.
وأوضح الناطق أنّه «كان هناك ثلاث أو أربع عقبات يجب تجاوزها... الوزيران قاما بعمل بنّاء، والآن يجب صياغته (القرار) في صورة نص»، من دون أن يشير إلى إمكان إدراج البند السابع في القرار، مكتفياً بالقول «نحتاج إلى قرار ملزم ويسمح بإمكان تنفيذه بالقوة».
في هذا الوقت، تناقلت وسائل إعلامية أنّ القرار الدولي بشأن سوريا سيصدر في اليومين المقبلين عن مجلس اﻷمن، ولن يكون تحت الفصل السابع، وستتم العودة إلى مجلس اﻷمن إذا لم ينفذ.
ظريف: لسحب «الكيميائي» من الجميع في سوريا
كذلك، بحث لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الازمة السورية والملف النووي الإيراني وتحريك المفاوضات بين طهران واللجنة السداسية.
وأكد بيان وزارة الخارجية الروسية أنّ الجانبين ناقشا الأزمة السورية وتنفيذ الاتفاق الروسي ــ الأميركي حول السلاح الكيميائي السوري، واتفق الطرفان على تنسيق الجهود في إطار الأمم المتحدة ومنظمة حظر السلاح الكيميائي من أجل تهيئة الظروف لتسوية الأزمة السورية بأسرع ما يمكن.
بدوره، أكد ظريف «ضرورة سحب السلاح الكيميائي من أيدي الجهات كافة في سوريا».
وحضرت، أيضاً، الأزمة السورية على جدول لقاء لافروف ونظيره العراقي هوشيار زيباري الذي أوضح، في حديث إلى قناة «روسيا اليوم»، أنه «يبدو أن قراراً جديداً حول سوريا تجري المداولات حوله حالياً في مجلس الأمن لن يكون تحت الفصل السابع».
من جهة ثانية، دعا نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، ونائب رئيس الوزراء البريطاني، نيكولاس كليغ، إلى تسوية الأزمة السورية بالسبل السياسية.
وذكر البيت الأبيض أن بايدن وكليغ أكدا ضرورة أن يتبنى مجلس الأمن الدولي قراراً قوياً يضمن تنفيذ السلطات السورية التزاماتها بشأن السلاح الكيميائي.

فريق المفتشين يدرس 14 حالة

في إطار آخر، زار فريق مفتشي الأمم المتحدة الخاص بالسلاح الكيميائي، بعد وصوله بقليل إلى دمشق أمس، برفقة رئيسة دير مار يعقوب في سوريا الأم أغنيس مريم الصليب، مكاناً مجهولاً قد يكون إحدى المناطق التي توفر دلائل على استخدام المجموعات المسلحة للكيميائي فيها.
وأوضحت قناة «روسيا اليوم» أن فريق الخبراء لم يفصح عن المكان.
ومن المتوقع أن يقوم الفريق الذي يرأسه الخبير السويدي آكي سيلستروم بدراسة نحو 14 حالة استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية في سوريا.
من جهة أخرى، طالب أكثر من مئة ضابط في الجيش «السوري الحر» بـ«مقاطعة» أي مؤتمر حول سوريا تشارك فيه إيران.
وكتب هؤلاء في النداء الذي وقّعوه ونشر أمس «مع إدانتنا مجدداً أي حوار مع نظام الأسد المجرم وأي مؤتمر يفضي إلى أمر آخر غير إطاحة النظام الحالي، نعلن أن النظام الإيراني يشكل جزءاً خطيراً من المشكلة وينبغي عدم إشراكه في أي حال من الأحوال في أي مؤتمر حول سوريا».
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الأسطول الروسي في البحر المتوسط، رومان مارتوف، أن سفينتي الإنزال الكبيرتين لأسطول المحيط الهادئ الخاص بالبحرية الروسية «بيريسفيت» والأميرال «نيفيل» عبرتا منطقة مضيق البوسفور أمس، وستنضمان إلى الأسطول الروسي في البحر المتوسط قبالة سواحل سوريا.
(الأخبار، أ ف ب)