بعد ارتفاع منسوب الرهانات في الولايات المتحدة وأوروبا، إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، في أعقاب انتخاب حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية في إيران، وبعدما تأكد اللقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد حوالى أسبوعين في واشنطن، نقلت مواقع إسرائيلية مختلفة عن الأخير قوله إنّ هناك أربعة شروط يجب توفرها في التعامل مع الملف النووي الإيراني، يُتوقع من أوباما أن يعرضها على الرئيس الإيراني. الأول، هو الوقف الكلي لأعمال تخصيب اليورانيوم. والثاني، إخراج كل اليورانيوم المخصب من إيران، والثالث إغلاق منشآت التخصيب، والشرط الرابع هو وقف مسار عمليات التخصيب عبر البلوتونيوم.
وبحسب نتنياهو، فإن تطبيق هذه الخطوات الأربع «هو الأمر الوحيد الذي يكفل وقف المشروع النووي الإيراني كلياً، وإلى أن تتحقق هذه الخطوات، يجب مضاعفة الضغوط على إيران، لا تخفيفها».وفي ما يتعلق بالحدث السوري وأثره على المقاربة الإسرائيلية إزاء الملف النووي الإيراني، أكد نتنياهو أنّ «أحداث الأسابيع الأخيرة عززت صحة الفرضيات التي نعمل بموجبها: أن كل دولة مستبدة تطور أو تحصل على أسلحة دمار شامل قد تستخدم هذه الأسلحة. وفقط من شأن التهديد العسكري أن يتيح عملاً دبلوماسياً قادراً على وقف التسلح. وعلى إسرائيل أن تعزز قوتها لتكون قادرة ومستعدة دائماً للدفاع عن نفسها في مواجهة كل تهديد»، بناء على قاعدة «إن لم أكن لنفسي فمن لي».
إلى ذلك، ذكر موقع صحيفة «معاريف» أنّ نتنياهو اضطر إلى تأجيل موعد كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي كان مقرراً في الأول من تشرين الأول المقبل، لصالح لقاء خاص مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض. وأضاف الموقع إنّ من المتوقع أن يغادر نتنياهو إسرائيل متوجهاً إلى نيويورك، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وذلك للمشاركة في أعمال المؤتمر السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان نتنياهو قد طلب أن يلقي خطابه في الثلاثين من الشهر الجاري، بسبب الأعياد اليهودية. ولكن عندما قدم ديوان نتنياهو طلباً للقاء مع أوباما في البيت الأبيض، أبلغه البيت البيض أن الموعد الوحيد المتاح هو يوم الاثنين، الموافق 30 من الشهر الجاري، وهو اليوم الذي كان من المقرر أن يلقي فيه نتنياهو خطابه. وبناء على ذلك، قرر نتنياهو أن يتوجه بداية إلى واشنطن للقاء أوباما، ومن هناك إلى نيويورك. وبحسب تقارير صحافية إسرائيلية، لم يكن مخططاً لقاء نتنياهو أوباما، لكن يبدو أنّ ذلك تقرر على خلفية التطورات التي جرت في الأسابيع الأخيرة في الشرق الأوسط، وأيضاً من أجل توجيه رسائل عن العلاقات المتينة بين الدولتين. في ضوء ذلك، من المتوقع أن يطلب نتنياهو استمرار الضغط على إيران، لا تخفيف العقوبات عليها. وفي هذا السياق، يؤمن نتنياهو بأنّ الانعطافة التي جرت في الموضوع السوري جعلت من الممكن تبني عقيدته، لجهة تلويح ذي صدقية باستخدام القوة.
وفي هذا المجال، يلاحظ أن العلاقات بين نتنياهو وأوباما قد تحسنت منذ زيارة الرئيس الأميركي الأخيرة قبل ستة أشهر لإسرائيل. كذلك ساهم استئناف المفاوضات السياسية على المسار الفلسطيني في تهدئة الأجواء.
إلى ذلك، كانت مصادر صحافية إسرائيلية قد نقلت قبل أسابيع أن نتنياهو يعتزم في خطابه المرتقب في الأمم المتحدة التحذير من سياسة الرئيس الإيراني الجديد، وتعرية «القناع المعتدل»، الذي يضعه.
ولجهة ما نقلته صحيفة «دير شبيغل» الألمانية، عن عزم روحاني إيقاف العمل في موقع بوردو لتخصيب اليورانيوم، وقبل الكشف، هذا الأسبوع عن الاتصالات التي أجرتها الولايات المتحدة مع القيادة الإيرانية الجديدة بشأن ملف النووي الإيراني، وصف وزير الشؤون الاستراتيجية، يوفال شطاينتس، ما سماه البادرة المتوقعة من قبل روحاني بأنها «إعداد لهجوم الاعتدال والابتسامات التي يخطط لها روحاني في الأمم المتحدة». وشدّد على أنّه «لا يهمنا الكلام وإنما فقط الأفعال»، معتبراً أن إغلاق فوردو هو خطوة صغيرة لا معنى لها وحدها، لأنه بدلاً من إنتاج سبع قنابل هم سينتجون عندها ستّاً، ولا تتعلق المسألة بتنازل نوعي يوقف السباق إلى القنبلة النووية». و نقلت القناة العاشرة العبرية عن مصادر أمنية قولها إنّ «الأمر يتخطى رسائل بين أوباما وروحاني إلى بوادر مفاوضات بين الدولتين».