القاهرة ــ الأخبار قرر الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، تمديد حالة الطوارئ السارية في البلاد منذ شهر، لمدة شهرين آخرين اعتباراً من أمس، بسبب «التطورات الأمنية». وقال المتحدث إيهاب بدوي إنه «ارتباطاً بتطورات الأوضاع الأمنية في البلاد، وبعد موافقة مجلس الوزراء، قرر الرئيس عدلي منصور تمديد حالة الطوارئ في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية لمدة شهرين اعتباراً من الساعة الرابعة عصراً من يوم الخميس الموافق 12 سبتمبر 2013».

في هذا الوقت، قال الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي إن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي مارس «المكر والبغي»، وإن الله «سيعاقبه في الدنيا قبل الآخرة». وأضاف، في سلسلة تغريدات عبر صفحته بموقع «تويتر»: «ثلاث خصال يُعجّل الله عقوبتها في الدنيا: النكث والمكر والبغي، وذلك ما قام به السيسي ومن معه وسيعاقبهم الله في الدنيا قبل الآخرة». وهاجم «العلمانيين واللادينيين» في مصر، قائلاً إنهم «أضمروا الشر للإسلاميين في مصر من الحكم، وأخرجوهم من الحكم مظلومين مقتولين مسجونين».
هجوم القرضاوي على السيسي لم يقلل من شعبيته، حيث أعلنت حملة «السيسي رئيساً»، التي دشنتها الجبهة المصرية للدفاع عن القوات المسلحة، تدشين لجنة فرعية للحملة بالبحيرة، وطرح 10 آلاف استمارة لتأييد ترشيح السيسي لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وقالت نيفين إبراهيم ناصر، المنسقة العامة للحملة في البحيرة، إن أكثر من 50 شخصاً من منسقي الحملة يجوبون شوارع وحواري مراكز وقرى البحيرة لطرح 10 آلاف استمارة على أهالي البحيرة لدعم السيسي للترشح لرئاسة الجمهورية، لافتة إلى أن أكثر المقبلين على دعم السيسي هم من العاملين والتجار.
من جهة ثانية، ذكرت جماعة الإخوان المسلمين أن «الانقلابيين كانوا سيكسبون رصيداً من الحب، إذا قاموا بضبط أدائهم مع الرئيس الشرعي محمد مرسي، ومع أبناء أمتهم على اختلاف فئاتهم، لكنهم فضلوا كبيرة الانقلاب والبغي».
وقالت، في رسالتها الإسبوعية، إن الرئيس المعزول «اجتهد في بناء دولة موحدة وقوية ومتقدمة، رغم محاولات إعاقته التي قامت بها أجهزة الدولة العميقة». ورأت أن «البعض استغل سماحة مرسي وسعة صدره، واعتبرت ترفعه عن الانتقام ضعفاً».
وهاجمت «الانقلابيين» بالقول إنهم «قسموا الشعب وأثاروا نعرات الكراهية، وأطلقوا العنان لفئة من الأغرار أن يؤلبوا بعض الشعب على بعض، وأن يدفعوا في اتجاه الاستبداد والحكم الفردي، ما يضعنا أمام إدارة يبغضها الشعب وتبغضه، فتكون النتائج في غاية السوء». على المستوى الاقتصادي، أعلنت حكومة حازم الببلاوي أنها حصلت بالكامل على 12 مليار دولار مساعدات من دول السعودية والإمارات والكويت وتتفاوض مع الدول الثلاث على تمويل مشروعات مهمة. وقال الببلاوي لصحيفة «المصري اليوم»، إن بلاده حصلت على ستة مليارات دولار كودائع وثلاثة مليارات لشراء مواد بترولية وثلاثة مليارت كمنحة. وأوضح أن «الكويت وضعت ملياري دولار (في البنك المركزي) قبل يومين»، وأن «الاحتياطي من النقد الجنبي سيرتفع هذا الشهر في الغالب إلى نحو 20 مليار دولار».
وتابع: «الأكيد أنه بجانب مبلغ 12 مليار دولار التي حصلنا عليها، فإن تلك الدول ستساعد مصر بشكل جاد على تمويل مشروعات محددة بعضها عاجل وسيساهم في حل مشكلات كبيرة تهم المواطنين. الدول الثلاث ستنفذ مشروعات كبيرة وبمبالغ كبيرة... هذه الدول تستثمر في مستقبل مصر».
إلى ذلك، دعا البرلمان الأوروبي إلى «استئناف سريع للعملية الديموقراطية» في مصر ونقل السلطة «بأسرع ما يمكن إلى سلطات مدنية منتخبة ديموقراطياً». وعبّر في قرار له «عن الأسف للانقلاب العسكري» في 3 تموز، «ودعا السلطات المصرية إلى إنهاء حالة الطوارئ بأسرع ما يمكن والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين، بمن فيهم مرسي».
وعبر البرلمان عن «دعمه للمسار الجاري لتعديل الدستور الذي علق الجيش العمل به، ويلح على ضرورة وضع الأسس لمصر جديدة ديموقراطية حقاً، تضمن احترام الحريات والحقوق الأساسية بما فيها الحرية الدينية». وأدان «اللجوء غير المتكافئ للقوة والخسائر الأليمة للأرواح البشرية» أثناء عملية تفكيك اعتصامات الاسلاميين، ودعا الى إحالة المسؤولين عن العنف الى القضاء.
لكن البرلمان الاوروبي عبّر «عن الأسف» أيضاً «إلى كون قادة الاخوان لم يصدروا بوضوح تعليمات لقواعدهم بالامتناع عن ممارسة اي شكل من اشكال العنف» ودعاهم الى «الامتناع عن الدعوة الى ممارسة العنف وتمجيده».