كشف موقع «يديعوت احرونوت» الالكتروني ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو اجرى في الايام الاخيرة محادثات مع اعضاء الكونغرس الأميركي، ورجال الادارة الاميركية وايضاً مع مسؤولي اللوبي الاسرائيلي، ايباك، اكد خلالها اهمية الضربة العسكرية الاميركية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وكجزء من الجهود التي يبذلها نتنياهو وحكومته للدفع باتجاه قرار شن الهجوم، نقل الموقع نفسه عن مصادر اسرائيلية رفيعة المستوى مقربة من نتنياهو، قولها ان السفير الاسرائيلي المقبل في واشنطن، رون درمر، الذي سيحل خلفاً للسفير الحالي مايكل اورن، يعمل في العاصمة الاميركية على شرح الموقف الاسرائيلي من الهجوم.
ودرمر هو إحدى الشخصيات اليمينية في حزب الليكود، وهو معارض لإقامة دولة فلسطينية، وسبق أن خدم مستشاراً سياسياً لنتنياهو لمدة اربع سنوات، ويحظى بثقته الكبيرة. وينظر اليه في ادارة اوباما على أنه من مؤيدي الحزب الجمهوري الاميركي. ويُتهم ايضاً بأنه «الدماغ » الذي وقف خلف دعم نتيناهو لخصم اوباما الجمهوري في الانتخابات
الاخيرة.
في السياق نفسه، ذكرت صحيفة «معاريف» ان اوباما ووزير خارجيته جون كيري سيستخدمان «السلاح » الذي من الصعب الصمود ازاءه، وذلك عبر التركيز على ان العملية العسكرية ضد سوريا أمر هام بالنسبة إلى أمن اسرائيل. وفي هذا الاطار، سيعمل 250 ناشطاً من اللوبي الاسرائيلي ايباك، على التواصل مع كل عضو في مجلس النوب لضمان تأييده مهاجمة سوريا. واوضحت الصحيفة انه في ضوء حرب الاستنزاف القاسية التي يخوضها البيت الابيض مع اعضاء مجلس النواب، لنيل موافقتهم على الضربة العسكرية لسوريا، سيتم العمل على مسارين، الاول «انهم في الادارة سيعملون على تظهير مكانة اسرائيل في النقاش حول العملية، والثاني، يتوقع، بموازاة خطاب الادارة الذي يركز على مصلحة اسرائيل في الضربة العسكرية لسوريا، ان ينطلق اعضاء اللوبي، ايباك، في حملة اقناع مكثفة مع اعضاء مجلس النواب الاميركي».
وبحسب «معاريف» يأتي التوجه الاميركي في التركيز على البعد الاسرائيلي في قرار مهاجمة سوريا، بعدما اتضحت الازمة التي يواجهها اوباما من اجل نيل تصديق مجلس النواب على العملية العسكرية، وخاصة أن قادة اللوبي الاسرائيلي في واشنطن، كانوا قد اكتفوا حتى الآن بإصدار بيانات دعم فقط، لكن في ضوء نتائج التصويت المقدرة لغير صالح مهاجمة سوريا، سيحرص اللوبي على العمل من اجل ضمان التصديق على العملية. ولفتت «معاريف» الى ان التقدير، استناداً الى جهات في الادارة الاميركية، أن اعضاء اللوبي سيعملون للوصول الى «كل عضو كونغرس»، وخاصة اعضاء مجلس الشيوخ، حيث «سيُشدَّد على الرسالة المركزية التالية، وهي ان مساعدة المتمردين السوريين ضد نظام الاسد هو مثل مساعدة دولة اسرائيل».
في المقابل، نقل موقع «يديعوت أحرونوت» أمس عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعمل في الأيام الأخيرة لبلورة تسوية دبلوماسية تمنع الهجوم الأميركي على سوريا. وبحسب المصدر الإسرائيلي، فإن مبادرة بوتين تشمل إجراء اتصالات بكل من الاتحاد الأوروبي وسوريا وإيران وتقوم على مقايضة منع الضربة الأميركية بإجبار سوريا على إخراج السلاح الكيميائي الذي تمتلكه إلى خارج حدودها. وأشار المصدر إلى أن بوتين لا يتمتع بصدقية لدى الإدارة الأميركية لإتمام هذه التسوية، إذ تخشى الإدارة من أن يكون هدف بوتين الرئيسي هو إلغاء الهجوم الأميركي على سوريا، فيما هو لن يعطي الأهمية المطلوبة لتنفيذ الجزء الثاني من الاتفاق، وهو تجريد سوريا من سلاحها الكيميائي.
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول إسرائيلي آخر قوله إن الإدارة ستعطي إسرائيل إنذاراً بمقدار بضع ساعات قبل شن هجومها المحتمل على سوريا.
هذا وذكرت «معاريف» ان نتنياهو اعتذر عن عدم عقد لقاء كان مقرراً مع كيري في ايطاليا. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي قوله ان نتنياهو «ابلغ الوزير الاميركي عدم قدرته على مغادرة اسرائيل حالياً، بسبب الاوضاع في المنطقة»، في اشارة الى الضربة المحتملة ضد سوريا.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان وزير الدفاع موشيه يعلون، اجّل زيارته المقررة لواشنطن، للقاء نظيره الاميركي، تشاك هاغل، مضيفة أن كل جداول الزيارات بين الجانبين، باتت في هذه المرحلة أكثر مرونة، في اشارة منها الى تأجيل وتعليق كل الزيارات التي كانت مقررة مسبقاً.
الى ذلك، شكك السفير الاسرائيلي السابق في الامم المتحدة، دان غيلرمان، في أن يبادر اوباما الى مهاجمة سوريا وأنه يبحث عن السلم للنزول عن الشجرة العالية التي صعد عليها. واضاف غيلرمان: «حتى لو هاجم اوباما فستكون العملية في نهاية المطاف مثيرة للشفقة». ورأى ان «اميركا ضعيفة الآن، وبحسب رأيي ضعفها نابع من ضعف اوباما، فمنذ تولى منصبه ارتكب الكثير من الاخطاء، الامر الذي دفع اعداءه الى استغلاله والشعور أن بإمكانهم أن يفعلوا ما يريدون، اما حلفاؤه فيشعرون بأنه لا يوجد لديهم من يعتمدون عليه».