دي ميستورا: موسكو وواشنطن تحملان تصوراً واضحاً للتسوية
بعد تحليل و«تنجيم» وتسريب معلومات نقلاً عن مصادر غربية وعسكرية حول ماهية «الخطة ب» الأميركية في حال فشل الهدنة السارية، جاء وزير الخارجية جون كيري ليؤكّد أنها مجرّد «شائعات».
كيري أشار، في مقابلة مع قناة «CTV» الكندية، إلى أنّ واشنطن «لم تتحدث عن وجود خطة بديلة لديها بشأن التسوية في سوريا». واعتبر الأحاديث حول وجود «خطة ب» شائعات، وقال: «الناس يفكرون في هذا الموضوع، أما أنا فلا أتحدث عن التقسيم ولا أحد من أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا... فلم يكن ذلك على طاولة المفاوضات... بل نتحدث عن الحفاظ على سوريا دولة موحدة وعلمانية مع حماية الأقليات، حيث سيستطيع الشعب السوري اختيار قادته المقبلين... هذا هو الموضوع الذي كان على الطاولة حتى الآن».
ورداً على السؤال عن فكرة «تغيير النظام»، قال إنّ «ما تحدثنا (مع مجموعة دعم سوريا) عنه هو تغيير (الرئيس السوري بشار) الأسد».
وأوضح: «نريد الحفاظ على مؤسسات الدولة. لا نريد انهياراً تاماً في سوريا، نحتاج إلى بعض الاستمرار، لكن الأسد لا يمكنه البقاء رئيساً، وهذه هي الفكرة الكاملة وراء مفاوضات جنيف»، وهناك ضرورة لأن «يستبدل الأسد بحكومة انتقالية».
هذا التعويل على مسار جنيف، يقابل تشاؤم «هيئة الرياض». فالمعارضة المفترض أن تتفاوض مع الوفد الحكومي السوري (حال وصولها في الأيام المقبلة للمدينة السويسرية)، قال رئيس مفاوضيها، أسعد الزعبي، إنها غير متفائلة بشأن استئناف محادثات السلام. ورأى، في مقابلة مع قناة «العربية الحدث»، أنّ «الوضع الإنساني واستمرار العمليات العسكرية للقوات الحكومية السورية وحلفائها الروس لا يتركان مجالاً يذكر للتفاؤل». وقالت «الهيئة العليا للمفاوضات»، أمس، إنّها سجلت 24 انتهاكاً للهدنة من جانب الحكومة السورية وحلفائها في التاسع والعاشر من آذار. في المقابل، أفادت موسكو بأنّها «رصدت ثمانية انتهاكات في الساعات الأربع والعشرين الماضية».
أسعد الزعبي: المعارضة غير متفائلة بشأن استئناف محادثات السلام

بدوره، قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إنّ إعلان جنيف يشكل «الكتاب المقدس» للمفاوضات السورية، مشيراً إلى استبعاد التقسيم مع إمكانية مناقشة خيار الفدرالية. وفي مقابلة مع «الجزيرة»، قال إنّه «اختير مصطلح (الحكم) بعناية في النصوص».
وأضاف أنّ «كل السوريين يرفضون التقسيم، ولكن يمكن نقاش الفيدرالية في المفاوضات»، معتبراً أن حظوظ التوصل إلى تسوية للأزمة السورية هي الأعلى منذ أي وقت مضى في ظل الزخم الراهن.
من المتوقع أن يكتمل وصول الوفود يوم الاثنين تزامناً مع انطلاق المشاورات التمهيدية، لافتاً إلى وجود انطباع بأن وفدي الولايات المتحدة وروسيا سيصلان إلى جنيف وهما يحملان للمرة الأولى تصوراً واضحاً للتسوية، وسيحاولان فرضه على كل الأطراف.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري، أمس، ضرورة تفعيل التنسيق العسكري بين موسكو وواشنطن في سوريا.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان بأنه حصل اتصال هاتفي بادر إليه الجانب الأميركي «وبحث الوزيران عبره سبل تسوية الأزمة السورية وتبادلا الآراء في تقويم تنفيذ اتفاق وقف القتال في سوريا».
وبحسب الوزارة، فإن لافروف وكيري دعوا إلى ضرورة تفعيل التنسيق بين العسكريين الروس والأميركيين دعماً لتطبيق شروط الهدنة وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية إلى أهالي المناطق المحاصرة.
وأضافت الخارجية الروسية أنّ الجانبين أعربا عن أملهما في أن تجري المفاوضات المرتقبة في جنيف بما «يتفق تماماً ومعايير شمولية الحوار السوري السوري، وضمان مصالح جميع المكونات القومية والطائفية للمجتمع المحلي».