عشية خطبة إمام جمعة طهران المؤقت أحمد خاتمي، التي قال فيها إن أميركا تدعم الارهابيين في العراق وسوريا وباكستان وافغانستان، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الولايات المتحدة التقطت «أمراً» أصدره قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإسلامي قاسم سليماني، إلى «مقاتلين في العراق لمهاجمة المصالح الأميركية في بغداد إذا شنت حكومة الرئيس باراك أوباما هجوماً عسكرياً على سوريا».
وقالت «وول ستريت جورنال» إن الرسالة الإيرانية التقطت في الأيام الأخيرة وجاءت من رئيس فيلق القدس إلى جماعات ميليشيات شيعية تساندها إيران في العراق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، لم تسمهم، قولهم إن السفارة الأميركية في بغداد هدف محتمل، فيما أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً للمواطنين الأميركيين يحثهم على تفادي السفر إلى العراق إلا «للضرورة».
وجاء في التحذير الصادر عن وزارة الخارجية «السفر داخل العراق لا يزال محفوفاً بالمخاطر بالنظر إلى الوضع الأمني». وقال ان الغرض من التحذير «تقديم أحدث المعلومات عن الحوادث الأمنية وتذكير المواطنين الأميركيين باستمرار المخاوف الأمنية في العراق بما في ذلك الخطف والعنف الارهابي».
وقالت الوزارة إن العديد من الجماعات المتشددة ومنها جناح القاعدة في العراق، لا تزال نشطة، وان «النشاط الإرهابي والعنف الطائفي مستمران في مناطق كثيرة من البلاد على مستويات لم تلحظ منذ عام 2008».
واضافت الوزارة قولها «قدرة السفارة على مواجهة المواقف التي يواجه فيها المواطنون الأميركيون صعوبات، بما في ذلك الاعتقالات، أصبحت محدودة للغاية».
في غضون ذلك، قال خطيب جمعة طهران «منذ نحو شهر تحترق سوريا بالنيران التي أشعلها الأجانب؛ أميركا والكيان الصهيوني، وبريطانيا وعملاؤهم الاقليميون السعودية وتركيا وقطر، مما ادى الى مقتل العديد من الأبرياء».
ووصف خاتمي سوريا بأنها «تمثل فضيحة لديموقراطية الغرب الليبرالية»، قائلاً «إن قتل النساء والرجال الأبرياء وتقييد أيدي وأقدام الفتيات وقتل آبائهن، وشق صدور المسلمين وأكل قلوبهم أمام الكاميرات، تمثل فضيحة لليبرالية الديموقراطية الغربية. وهذه الجرائم تُرتَكب بدعم من الدول الغربية».
وقال إن «وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) أدلى بتصريحين الأسبوع الماضي، أحدهما يُعتبر أكبر أكذوبة في العام 2013، والآخر يُعدّ أكثر التصريحات سخرية في العام 2013»، معتبراً أن الكذبة التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي هي انكاره وجود (تنظيم) القاعدة في سوريا... و«التصريح المثير للسخرية هو زعمه ان سوريا تجاوزت الخطوط الحمراء».
واشار خطيب جمعة طهران الى «احتضان أميركا للارهابيين في العراق وسوريا وباكستان وافغانستان»، قائلاً «لا يخجلون من هذه الممارسات فإنهم ما زالوا يتحدثون عن الانسانية، يقصفون قافلة زفاف في افغانستان ثم يزعمون ان سوريا تجاوزت الخطر الأحمر».
ورأى أن «أميركا بعد ان فشل عملاؤها في الإطاحة بنظام بشار الأسد، تريد حالياً من خلال شن عدوان عسكري تغيير المعادلات، ولكن لا يساوركم الشك في ان دخان اللعب بالنار سيصيبكم. وعلى الذين يرون ان السلام العالمي معرض للخطر، ان يتصدوا لهذا العمل الأرعن».
واعتبر خاتمي اتهام الحكومة السورية باستخدام الساح الكيميائي بأنه «اتهام تافه، لأن القوات السورية كانت في حالة تقدم وأجبرت المعارضين على التقهقر، لذلك فإنها لم تكن بحاجة الى استخدام هذا السلاح. كما ان القصف وقع على مسافة خمسة كيلومترات من مقر مفتشي الامم المتحدة، لذلك فان هذه التهمة اختلقها الأميركيون».
(رويترز، مهر)