أعربت برلين أمس عن «أملها في التوصل إلى موقف مشترك في مجلس الأمن تجاه استخدام النظام السوري الغازات السامة»، فيما اعلنت لندن عن استعدادها اجراء محادثات مع طهران حول سوريا.
ولفتت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في جلسة النقاش الأخيرة التي عقدت في البرلمان الألماني قبيل الانتخابات التشريعية، إلى أنها «تأمل بذل كافة الجهود في التوصل إلى رد مشترك للمجتمع الدولي تجاه ما حدث في سوريا»، منتقدة في الوقت عينه «الموقف المتشدد لروسيا والصين في عرقلة التصرف المشترك من مجلس الأمن تجاه النزاع في سوريا».
وأشارت ميركل إلى أن «استخدام غازات سامة في سوريا يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وللأعراف ولا يمكن العودة بعده بسهولة إلى جدول الأعمال»، مؤكدةً أن «بلادها ستعمل خلال الأيام المقبلة على ضمان بذل كافة الجهود اللوجستية لفحص العينات التي حصل عليها مفتشو الأسلحة الكيميائية التابعين للأمم المتحدة في سوريا». في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أهمية مواصلة الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة في سوريا، معرباً عن استعداد «بلاده لإجراء محادثات مع ايران حول سوريا». ولفت هيغ، في كلمة أمام البرلمان، إلى أن لندن تتمسك بفكرة عقد مؤتمر «جنيف 2»، مشيراً إلى أن «هناك اعتبارات جدية لصالح عقد مؤتمر سلام في جنيف ونحن سنواصل جهودنا بهذا الصدد». ولفت إلى أن «الأزمة في سوريا ستُناقش في سلسلة من الاجتماعات الثنائية خلال قمة مجموعة العشرين في مدينة سانت بيترسبورغ الروسية في نهاية الأسبوع الحالي، وستقوم المملكة المتحدة بالدفع لعقد مؤتمر جنيف الثاني للسلام في جنيف»، مشيرا الى أن «مسألة النقاشات ليست القضية بل تشكيل حكومة انتقالية في سوريا من الحكومة والمعارضة بالتراضي، ولا يوجد نقص في أماكن المناقشات وكان لدينا عامان وستة أشهر من المناقشات حول هذا الاتفاق، لكنه كان بعيد المنال».
وأشار هيغ إلى أن «أي اجراء من جانب الولايات المتحدة سيكون فقط لردع استخدام المزيد من الأسلحة الكيميائية في سوريا، ولن يكون مقدمة لعمل عسكري أوسع نطاقاً»، لافتاً إلى أن «الرئيس باراك اوباما واضح بشأن اي ضربة عسكرية أميركية على سوريا وقد قال إنها ستكون محدودة واعتقد أنه لا بد من أن نفهم هذه العبارات».
وأوضح هيغ أنه «لا أنكر أن الوضع ملح في الشرق الأوسط ولا بد أن تتعامل الحكومات مع بعضها بعض»، مؤكداً «وجوب اجراء حوار».
من جهة أخرى، أوضحت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرن آشتون، أن «الاتحاد الأوروبي يؤكد أهمية عقد مؤتمر «جينيف 2» بأسرع ما يمكن على الرغم من نيات البلدان الغربية تنفيذ عملية عسكرية ضد السلطات السورية».
وأضافت وكالة «ريا نوفستي» الروسية أن المتحدث باسم أشتون، مايكل مان، صرح بأنه «بالنسبة لنا من المهم عقد مؤتمر جنيف 2 في وقت مبكر». وأوضح مان، رداً عن أسئلة الصحافيين حول موقف الاتحاد الأوروبي من التقارير الاستخباراتية للعديد من البلدان التي تدعم الضربة العسكرية على سوريا، وتدعم استخدام الأسلحة الكيميائية من جانب القوات الحكومية قرب دمشق، بأن «الاتحاد الأوروبي ينتظر استنتاجات مفتشي الأمم المتحدة قبل اتخاذ أي إجراءات ولا يفضلون الاستماع إلى تقارير واشنطن وغيرها من العواصم».
في المقابل، شدد ممثل وزير الخارجية الروسي للتسوية الشرق أوسطية في المجلس الاجتماعي الروسي، سيرغي فيرشينين، على أن الضربة على سوريا لن تكون مشروعة، وستمس منظومة العلاقات الدولية بأكملها.
وأوضح فيرشينين أن «الوضع صعب وطارئ، وهناك خطر واقعي لاستخدام القوة»، مضيفاً أن «موقفنا هو عدم قبول هذه الطريقة بحزم». ورأى فيرشينين أن «استخدام القوة لن يأتي بالنتائج المرجوة، وإنما بنتائج عكسية». وأعرب عن ثقته بأنه «لا مفر من التسوية السياسية». وأضاف أن «بدء الحرب يعني شطب التسوية السياسية. يجب أن يكون المخرج سياسياً يصل السوريون إليه بأنفسهم عن طريق الحوار».
من جهة ثانية، أعلن مصدر عسكري ودبلوماسي في موسكو أن روسيا لا تخطط لزيادة وجود أسطولها في البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من تصعيد الوضع في المنطقة. ولفت المصدر إلى أنه «لم نتلق أية أوامر بشأن زيادة (الوجود العسكري). وتكفينا قواتنا المنتشرة في المتوسط لجمع المعلومات الكاملة عما يجري».
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الهندية رفضها للحل العسكري للصراع في سوريا، داعيةً كافة الجهات للتخلي عن العنف والانخراط في حوار شامل يؤدي إلى حل سياسي.
(الأخبار، أ ف ب)