حذّرت طهران مجدداً من أن أي تدخل عسكري في سوريا سيزيد الوضع تعقيداً وينشر التطرف، معتبرة أن «البلدان الطائشة» في المنطقة تمهد الأرضية لسقوط أميركا في الوحل والأميركيون أنفسهم لديهم الأرضية في ذلك أيضاً.
وقال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الفليبيني آلبرت روزاريو، إن اللجوء الى القوة لحل الأزمة السورية عمل غير قانوني وزيد الأزمة في الشرق الأوسط «وان اللجوء للقوة العسكرية يحمل تبعات خطيرة للغاية والتي ستخرج عن سيطرة البادئ بها»، معرباً عن قلقه حيال التدخل العسكري الآحادي الجانب في سوريا. واضاف أن «إيران أكبر ضحية لاستخدام الأسلحة الكيميائية ولم يتعرض جنودها لهذه الاسلحة المحرمة واللاانسانية فحسب بل طالت الناس العاديين، لذلك فانها تشعر بالحساسية وتدين استخدامها».
وفي سياق متصل، أكد ظريف خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الماليزي داتو حاج أمان، على ضرورة حل الأزمة في سوريا باتباع الآليات السياسية والحوار، مشدداً على أن «التدخل العسكري الأجنبي يؤدي الى تعقيد الأزمة والمزيد من زعزعة الاستقرار ونشر التطرف والارهاب في المنطقة».
من جهته، قال وزير خارجية ماليزيا إن بلاده تدعو الى اجتماع طارئ للبلدان الإسلامية من أجل البحث عن حل سريع للأزمة السورية لأن الأوضاع في المنطقة تتطلب خطوات سريعة
للحل».
في هذا الوقت، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني أن التدخل العسكري الأميركي سيؤدي الى اتساع نطاق الأزمة السورية، مشددا في الوقت نفسه على ان الطريق الوحيد للحل يتمثل باتباع الآليات السياسية.
وقال لاريجاني، في الملتقى الوطني الأول للتقنيات الحديثة في جامعة الامام الخميني للعلوم البحرية في نوشهر (شمال)، إن البلدان الطائشة في المنطقة تمهد الأرضية لسقوط أميركا في الوحل والأميركيون أنفسهم لديهم الأرضية في ذلك أيضاً. وأضاف أن «إحدى المشاكل في المنطقة تتمثل بنشر الفوضى واثارة الأزمات التي يمارسها الأميركيون، الا انهم لا يستطيعون الحد منها، وفي حال شن هجوم عسكري على سوريا فإن ذلك سينتقل الى أماكن أخرى أيضاً». وأوضح أنه في حال دخول الأميركيين الى سوريا، فإن أبناءها سيتكاتفون في ما بينهم ويضعون خلافاتهم جانباً، ما سيخلق مشاكل كثيرة للأميركيين.
من ناحية ثانية، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي إن «دعم طهران لحزب الله اللبناني وحركة حماس واضح للعيان، ويرجع ذلك لتعرض الشعب الفلسطيني وعلى مدار عقود من الزمن للاضطهاد والمجازر». وأضاف، أمام كبار قادة الجيش والقوة البحرية، إنه «يتعين على نظام الجمهورية الإسلامية أن يدافع سياسياً ومعنوياً عن المظلومين في ظل الظلم الذي يسود العالم».
في السياق نفسه، أكد نائب رئيس البرلمان الايراني محمد حسن ابوترابي فرد، أن مجموعة من النواب تقدّموا أمس بطلب عقد جلسة مغلقة لمناقشة تطور الأوضاع في سوريا.
وأوضح أنه اذا ما سمح الوقت بذلك ستخصص جلسة سرية لمجلس الشورى اليوم الاربعاء أو في أقرب فرصة ممكنة لمناقشة الطلب الذي تقدم به اعضاء البرلمان بشأن سوريا.
في غضون ذلك، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم، رداً على البيان الأخير لجامعة الدول العربية، أن اتخاذ الجامعة موقفاً من الأوضاع في سوريا قبل الاعلان الرسمي عن تقرير مفتشي الأمم المتحدة يشير الى تسييس قضية استخدام السلاح الكيميائي وإصدار الأحكام المسبقة.
واعتبرت أفخم في تصريح أدلت به أول من أمس، هذه المواقف بأنها تهدف فقط الى ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة السورية، مضيفة أن «اتخاذ مثل هذه المواقف لن يساعد في حل القضية ولن يؤدي سوى الى تفاقم الأمور أكثر فأكثر»، مشيرة إلى أن الحث والتشجيع على اللجوء الى القوة «أمر خطير».
ووصفت أفخم تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، بأنها «غير منطقية وناتجة من تحليلات ومعلومات آحادية الجانب». ونوهت الى أن «لا بديل للحل السياسي لإنهاء الأزمة السورية، اذ يستلزم في هذا المسار أيضاً مواجهة كافة أشكال الارهاب المنظم وردع المجموعات الارهابية التي يجري دعمها من قبل بعض الدول».
الى ذلك، التقى سفير ايران لدى قطر محمد جواد آسايش زارجي، كلاً من رئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر آل ثاني، ووزير الداخلية القطري حيث ناقش معهما اخر التطورات الاقليمية والعلاقات الثنائية.
وأفادت وكالة «مهر» للأنباء، بأن السفير الايراني أشار خلال لقائه رئيس الوزراء القطري ووزير الداخلية الى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، واصفا اياها بالجيدة وبأنها تمضي قدماً نحو الازدهار
والتنمية.
(مهر، فارس، إرنا)