اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، صباح أمس، رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني، الشيخ رائد صلاح، عشية النفير العام الذي دعا اليه اليوم، نصرة للقدس والمسجد الأقصى، في موازاة كشف صحيفة اسرائيلية عن محاولة رئاسية أميركية لجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، برئيس الحكومة العبرية، بنيامين نتنياهو. وقال رئيس مؤسسة الأقصى، علي أبو شيخة، «هذا الصباح وأثناء مرافقتي للشيخ رائد صلاح، حيث كنّا متجهين للبدء بوقائع المؤتمر الصحافي من أجل يوم النفير غداً في القدس والمسجد الأقصى المبارك، لاحظنا أنّ عدّة سيارات من المخابرات تقوم بملاحقتنا إلى أن قاموا بإيقاف السيارة والنزول منها واعتقال الشيخ رائد صلاح».
وأضاف «عندما قمت بسؤالهم عن التهمة الموجهة للشيخ، قالوا بإنها تهمة إثارة أعمال شغب في القدس والأقصى، قاصدين بذلك أيام وأعمال النفير التي تدعو إليها الحركة الإسلامية غداً». وكان صلاح قد دعا الأسبوع الماضي كل الفلسطينيين الى النفير العام اليوم، ضدّ انتهاكات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى. من جهته، قال المتحدث باسم شرطة الاحتلال ميكي روزنفيلد: «أوقفت الشرطة الاسرائيلية الشيخ رائد صلاح قبل فترة قصيرة أثناء توجهه الى القدس». وأضافت «جرى اعتقاله بتهمة التحريض ضد اسرائيل ومسائل تتعلق بجبل الهيكل»، وهو الاسم الذي يطلقه الاسرائيليون على الحرم القدسي. وتابع أن اعتقاله جاء بسبب خطبة ألقاها صلاح في شمال اسرائيل الاسبوع الماضي.
ويتزعم الشيخ رائد صلاح التيار المتشدد في الحركة الاسلامية في اسرائيل، وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها مشاكل مع سلطات الاحتلال. ففي العام 2011 اعتقل عند جسر الملك حسين بين اسرائيل والاردن بعد اتهامه بضرب أحد المحققين عندما اراد استجواب زوجته. وفي العام الذي سبق أمضى خمسة أشهر في السجن لبصقه على شرطي اسرائيلي.كما اعتقل عندما شارك في مجموعة السفن التي كانت متوجهة الى قطاع غزة حاملة المساعدات والتي اعترضتها واقتحمتها القوات الاسرائيلية في 31 أيار 2010 في عملية أدت الى مقتل تسعة نشطاء اتراك.
في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يضغط على أبو مازن للقاء نتنياهو قريباً. وقالت إن ذلك يأتي خلال عقد لقاء تفاوضي اليوم بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.وفي السياق، أفادت صحيفة «معاريف» أن مسؤولة المفاوضات عن الجانب الاسرائيلي تسيبي ليفني، والمفاوض الفلسطيني صائب عريقات التقيا السبت الماضي سراً. وأشارت الى أن الوفد الاسرائيلي المفاوض يحافظ على سرية عالية حول مضمون المحادثات التي تجري بين الطرفين.وبخصوص المصالحة الفلسطينية، أكدت الحكومة الفلسطينية المقالة أنها تدعم وبقوة باتجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني. وقال نائب رئيس الوزراء، زياد الظاظا «نحن ندعم وبقوة وندفع وبقوة نحو الوفاق الوطني الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية، ولكن الأطراف الأخرى (حركة فتح) ما زالوا يستقوون بالخارج ويفاوضون الاحتلال الصهيوني على حساب الوفاق والمصالحة».وفي السياق، نقلت وكالة «سما» الإخبارية الفلسطينية عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن تطورات ايجابية دراماتيكية ستحدث في ملف المصالحة الفلسطينية، وأن الأيام القادمة ستشهد انفراجا كبيرا غير مسبوق.
واوضحت أن عباس بعث برسالة واضحة الى كل المطالبين بإعلان غزة اقليماً متمرداً وتصفية حركة «حماس» عبر استغلال الظروف الاقليمية الجديدة، وذلك عبر تأكيده أمام المجلس الثوري لحركة «فتح» بأن «حماس» جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، وأنه لا يقبل الا بمشاركتها كأحد أهم الاطراف في الساحة الفلسطينية.
وأضافت أن الأيام القادمة ستشهد زيارة شخصية كبيرة من رام الله الى قطاع غزة للتباحث في كافة الملفات وتجنيب قطاع غزة أي معاناة جديدة، موضحة أن جهوداً عربية تبذل حالياً لاعادة اللحمة الفلسطينية رغم المتغيرات الدولية والاقليمية المتسارعة.