أحرزت المفاوضات، في محافظة حماة، تقدماً كبيراً، وذلك عبر وجهاءٍ من مختلف المناطق. وأثمرت الجهود توقيع اتفاق مصالحة شمل أكثر من 100 قرية ومزرعة.
ودخلت مناطق عديدة في مشهد المصالحة الوطنية، بينها قرية قلعة المضيق شمالاً، التي سيفتح الطريق نحوها لأجل مرور المواد الغذائية والإغاثية، إضافةً إلى قرى ناحية الحمراء شرقاً، وقرى في الريف الغربي.
وقال مصدرٌ مسؤول في محافظة حماة لـ«الأخبار» إن عملية التفاوض انطلقت منذ شهر تقريباً، وبدأت نتائجها تظهر بعد أيام من دخول «الهدنة»، وأثمرت توقيع أكثر من 110 اتفاقيات مصالحة. وأضاف أن «استمرار المفاوضات مع مناطق أخرى للدخول في هذا المشروع يشكّل نصراً كبيراً للسوريين على الإرهاب، ويجنّبهم ويلات الحرب التي يتسبّب فيها المسلحون»، مشيراً إلى أن «الجانب الروسي عبر مركز التنسيق في حميمم، أشرف بشكل مباشر على المفاوضات بين وجهاء المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين وممثلي المصالحة في الحكومة السورية».
وأكّد المصدر أن عملية تنفيذ بنود الاتفاق ستبدأ مباشرة، ومنها الإفراج عن دفعة من الموقوفين خلال الأحداث، وتسليم المسلحين، من أبناء مناطق المصالحة، أسلحتهم لتسوية أوضاعهم، إضافة إلى إعادة عمل المؤسسات الحكومية.
أما في الريف الجنوبي، فلا يزال مسلّحو حربنفسة يستهدفون مواقع الجيش السوري، من النقاط الواقعة تحت سيطرتهم، في خرق مستمر للهدنة، رغم إعلان أحد الفصائل المحلية الدخول فيها، بينما رفضت فصائل أخرى الاتفاق، بينها «أحرار الشام»، إذ لم ينسحب الجيش من المواقع المسيطر عليها على خطوط التماس، وصولاً إلى منطقة المداجن، بحسب مصدر عسكري.
توتّر داخل إدلب بين «النصرة» ومعارضين محسوبين على «الحر»

وأضاف المصدر أن الاتفاق الذي جرى بين وجهاء المصالحة والفصيل المسلح، الذي أبدى رغبته في وقف الأعمال القتالية، تضمّن السماح لورش الكهرباء بالدخول إلى البلدة لإصلاح الأضرار الناجمة عن المعارك. إلا أن مسلحين رافضين لـ«الهدنة» أطلقوا النار باتجاه العمال، ومنعوهم من إنجاز عملهم. ولكن تم السماح لهم بذلك، بعد اتفاق جديد، نتيجة ضغطٍ من وجهاء بلدة الحولة، في ريف حمص الشمالي.
وفي اللاذقية، ارتفعت وتيرة الاشتباكات على محور تلال كباني، المشرفة على بلدة السرمانية، شمال غرب حماة. وسيطر الجيش خلال المعارك الدائرة، منذ أيام عدّة، على جبل الزويقات المشرف على قرية كباني، في محيط سلسلة التلال الاستراتيجية.
وأكّد مصدر ميداني لـ«الأخبار» أن ضراوة المعارك، التي يهدف منها الجيش السيطرة على تلال كباني، أجبرت المسلحين على استقدام مؤازرات عدّة. وأعلنت مصادر معارضة دخول «جبهة النصرة» على خط المواجهة بشكل كبير، بعد وصول العشرات من مقاتليها، من ريف إدلب الغربي، لمنع سقوط التلال بيد الجيش.
وكثّف الجيش ضرباته الجوية والمدفعية على تلال كباني، وقرى اليونيسية وبداما والناجية، في ريف جسر الشغور، غربي إدلب، حيث نصب فيها المسلحون، في وقت سابق، عشرات مرابض الهاون والمدفعية لاستهداف قوات الجيش على محور كباني.
وكان الجيش قد سيطر على تلتي رشو والقرميد، غرب بلدة كنسبا، الواقعتين قرب التلال المشرفة على بلدة بداما. وأكّد المصدر العسكري أن المعارك لا تزال دائرة في محيط التلال التي سيطر عليها الجيش، إذ يحاول المسلحون استعادتها بتغطية نارية من تلال بداما، التي يتحصن فيها مقاتلو «الحزب الاسلامي التركستاني» و«أنصار الشام».
في موازاة ذلك، تتصاعد حدّة التوتر داخل مدينة إدلب، الواقعة تحت سيطرة «جيش الفتح»، بعد تفريق «جبهة النصرة» تظاهرة لناشطين محسوبين على «الجيش الحر». واعتقل مسلحو «النصرة» الملثمون عدداً من الناشطين الذين نظّموا التجمع.
وقال أحد أبناء المدينة لـ«الأخبار» إن متظاهرين مؤيّدين لـ«النصرة» أحرقوا أعلام المعارضة، ورفعوا الرايات السوداء بدلاً منها، مشيراً إلى أن إطلاق نار كثيف وقع عقب التوتر، واستمر لمدة نصف ساعة، أثناء حملة اعتقال نفذها مسلحو «النصرة»، شملت نحو 15 متظاهراً، بينهم 6 ناشطين و3 إعلاميين.