إدانة الإرهاب والاتحاد ضدّه مطلب موسكو الحالي، فهي تعتبر أن إبقاء الوضع على حاله يعطي الأفضلية لمتشددي القاعدة في سوريا، الذين حذّرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية من احتمال سيطرتهم على أسلحة كيميائية. تحذير جاء على لسان نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مايكل موريل، الذي وصف الحرب في سوريا بأنها أكبر خطر على الأمن القومي الأميركي. وعبّر موريل، في تصريح لصحيفة «وول ستريت جورنال»، عن رأيه بأنّ الحكومة السورية الحالية قد تسقط، وستتحول البلاد إلى معقل جديد لتنظيم «القاعدة». وأشار إلى أن أعداداً كبيرة من المقاتلين الأجانب يتوجهون إلى سوريا للقتال في صفوف مجموعات على صلة بـ«القاعدة»، محذراًَ من انتقال العنف هناك إلى لبنان والأردن والعراق. وقال موريل إنه ينظر بشكوك إلى خطط الإدارة الأميركية لتسليح مقاتلي المعارضة السورية.
في هذا الوقت، دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مجلس الأمن الدولي إلى إدانة الأعمال الإرهابية في سوريا «من دون تحفظات» أو شروط إضافية، مؤكداً أن موسكو ستستمر بدعوة المعارضة السورية إلى مؤتمر «جنيف2».
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي في موسكو مع وزيرة خارجية غانا هانا تيته، إنّ «بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي في السابق رفضوا إدانة الأعمال الإرهابية في سوريا، باعتبار أنّ الأشخاص الذين يرتكبونها يحاربون نظاماً ولّى عهده»، لافتاً إلى أن «هذا الموقف غير مقبول تماماً، ويجب النظر إلى الإرهاب دون أية معايير مزدوجة».
ورأى أنّه «إذا تركت الأمور تجري على ما هي عليه حالياً وإذا ما استمر دفع المعارضة السورية للاستمرار في مسارها وإسقاط النظام، ومواصلة القتال، سيتجه الوضع إلى حرب تكون حرب استنزاف، وهو أمر يصبّ في مصلحة جبهة النصرة والإرهابيين الآخرين الذين لا يخفون أهدافهم الرامية إلى إقامة خلافة أو إمارة في بلاد الشام».
وشدّد على ضرورة وضع حدّ لهذه الأعمال فوراً، مضيفاً أنّ التطورات الأخيرة في سوريا تجعل الدعوة التي أطلقتها قمة مجموعة الثماني الأخيرة، إلى الحكومة السورية والمعارضة لتوحيد الصفوف من أجل محاربة الإرهابيين وطردهم من البلاد، أكثر إلحاحاً.
في موازاة ذلك، أشار رئيس الحكومة السورية، وائل الحلقي إلى أن «الحكومة السورية لا تعوّل كثيراً على نتائج مؤتمر (جنيف 2) لحل الأزمة في سوريا»، لافتاً إلى أن «الحل في سوريا هو بيد الشعب السوري ضمن المبادرة التي أعلنها (الرئيس بشار) الأسد».
من جهة ثانية، جدّد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، خلال لقائه رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا، موقف بلاده الداعي إلى «إيجاد حلّ سياسي يضع حداً للعنف في سوريا».
في إطار آخر، أعلن متحدث باسم الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، أنّ فريق الخبراء الملكف التحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا قد اجتمع في لاهاي استعداداً للتوجه إلى سوريا. وبحسب قوله، فإن التحضيرات ستنجز خلال أيام، متوقعاً أن يتوجه فريق الخبراء برئاسة آكي سلستروم الأسبوع المقبل إلى سوريا.
إلى ذلك، قدمت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس، في وثيقة سرية وزعت على أعضاء مجلس الأمن الـ15، قائمة اقتراحات بشأن سبل توزيع المساعدات الإنسانية في سوريا، بما في ذلك تنفيذ عمليات عبر الحدود، وتحديد «فترات توقف إنسانية» في القتال للسماح بدخول المساعدات، والإنذار المبكر بشأن العمليات الهجومية.

كمين في ريف دمشق

ميدانياً، قتل 63 عنصراً من «جبهة النصرة» في كمين نفذه الجيش السوري في جنوب مدينة عدرا بالريف الشمالي لمدينة دمشق، فيما أسر العديد من هؤلاء وهم أحياء، حسبما أعلنت وكالة «سانا».
وفي تلكلخ، أحبطت وحدة من الجيش وقوات حرس الحدود محاولة تسلل مجموعة مسلحة من لبنان عبر موقع المتهومة في ريف تلكلخ بحمص.
وقالت وكالة «سانا» إنه «وقع العديد من أفراد المجموعة قتلى ومصابين، فيما لاذ الباقون بالفرار إلى داخل الأراضي اللبنانية».
كذلك، تواصلت الاشتباكات بين «الجيش الحر» وتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» الذي استهدف مقراً تابعاً لـ«الجيش الحر» قرب معهد الصم والبكم في الرقة عبر سيارة مفخخة أسقطت عشرات المسلحين بين قتلى وجرحى.
إلى ذلك، استمرت الاشتباكات بين عناصر حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي والمسلحين الإسلاميين في بلدات اليوسفية والجنيدية وعلي آغا وغرهوك ومظلومة والقيرة والمالكية، التي أدّت إلى مقتل العشرات من الطرفين.
كذلك، قتل أمير «جبهة النصرة» في منطقة الميادين الملقب بأبو توجانة بانفجار استهدف سيارته فيها.
(الأخبار، سانا)