عشية تظاهرة ضخمة متوقعة للمعارضة التونسية لمناسبة مرور ستة أشهر على اغتيال زعيم الجبهة الشعبية المعارض شكري بلعيد، شهدت مدينة سيدي بوزيد، أمس، مواجهات بين الشرطة ومحتجين غاضبين من الحكومة، في وقت امتدت فيه العمليات الأمنية الى الأراضي الجزائرية المجاورة، حيث قُتل ثلاثة مسلحين في منطقة بئر العاتر الحدودية، كانوا فارين من العمليات العسكرية التي يشنها الجيش التونسي في جبل الشعانبي (غرب). وفي ولاية سيدي أبو زيد (وسط غرب)، حيث انطلقت شرارة الثورة التونسية عام 2010، أطلق عناصر الأمن النار في الهواء وقنابل الغاز لتفريق محتجين غاضبين من الحكومة في استمرار لموجة احتجاجات اجتاحت تونس منذ مقتل القيادي الناصري محمد البراهمي، الذي ينحدر من الولاية نفسها. وقال شهود لوكالة «رويترز» إن الشرطة أطلقت الغاز والرصاص في الهواء أثناء محاولة المحتجين منع الشرطة من إدخال والي سيدي بوزيد إلى مقر المحافظة، استجابة لدعوة المعارضة العلمانية إلى شنّ عصيان مدني واحتلال المقارّ الحكومية في الجهات.
ومن المتوقع أن تحشد المعارضة اليوم الثلاثاء أنصارها في تظاهرة ضخمة لمناسبة مرور ستة أشهر على اغتيال بلعيد. وتتزامن التظاهرة مع عقد المجلس التأسيسي اليوم أول جلسة منذ اغتيال البراهمي.
في غضون ذلك، شيّعت تونس أمس الجنديين اللذين قُتلا ليلة الأحد الماضي خلال عملية عسكرية أطلقها الجيش للقضاء على «إرهابيين» في جبل الشعانبي، فيما أعلنت وكالة الأنباء التونسية نقلاً عن مصدر عسكري، أن جنديين قُتلا وأُصيب 7 آخرون ليلة الأحد عندما انفجر «لغم أرضي يرجح أنه مضاد للدبابات، تحت دبابة كانت بصدد المشاركة في عملية تمشيط جبل الشعانبي».
في السياق، أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، خلال مؤتمر صحافي أن عمليات «مكافحة الإرهاب» التي تنفذها القوات العسكرية والأمنية منذ الجمعة في مناطق مختلفة من البلاد أتاحت القبض على عدد من المطلوبين في قضايا «إرهابية». وأعلن الوزير أن عملية أخرى نفّذت في العاصمة تونس أتاحت القبض على عز الدين عبد اللاوي، المتهم بالتورط في اغتيال القيادي بلعيد في شباط الماضي.
(أ ف ب، رويترز)