القاهرة ــ الأخبار بعد زيارة الممثلة الأوروبية كاثرين آشتون قبل أيام ونجاحها في رؤية الرئيس المعزول محمد مرسي، نشطت الإدارة الأميركية لإرسالها موفديها إلى مصر، بحيث بدأ نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز زيارته الثانية للقاهرة أمس، بعد فشله الذريع في الزيارة الأولى، حيث رفض معظم الفرقاء لقائه.
وبحسب مصادر سياسية رفيعة المستوى، فإن وليام بيرنز وصل إلى القاهرة مساء أمس، في زيارة لم تُعلَن من قبل، على متن طائرة عسكرية برفقة عدد من مساعديه.

وكان الزائر الأميركي قد جاء إلى مصر في المرة الأولى بعد «٣٠ يونيو» في منتصف تموز الماضي، وحُصرت لقاءاته مع مسؤولي الحكومة الانتقالية وقائد الجيش ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، فيما رفض معظم الأفرقاء، من الإخوان والمعارضة السابقة، لقاءه.
وقال مسؤول رفيع طلب عدم ذكر اسمه إن بيرنز سيلتقي وزير الخارجية نبيل فهمي اليوم.
ويتوقع أن يزور مصر أيضاً كل من السيناتور ليندسي غراهام وجون ماكين، الأسبوع المقبل، بناءً على طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما. زيارات تأتي في ظل زيارات متتالية للمسؤولين الأوروبيين والأفأرقة، في مقدمتهم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «فورين بوليسي»، أن السفير الأميركية لدى القاهرة آن باترسون، رشحت لتولي منصب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ويتوقع أن يخلفها سفير واشنطن لدى سوريا روبرت فورد.
ووصفت المجلة باترسون بأنها ديبلوماسية محنكة تتمتع بسنوات من الخبرة، وأصبحت نقطة محورية في الانتفاضة التي شهدتها مصر، وخصوصاً بعدما اتهمها الليبراليون بالانحياز إلى جماعة الإخوان المسلمين. غير أن مسؤولي الخارجية الأميركية دافعوا عنها واعتبروها «دبلوماسية ماهرة نفذت السياسة الأميركية بفعالية في أشد الظروف».
وقالت «فورين بوليسي» إن باترسون أثارت غضب المتظاهرين بعد ترتيب اجتماعها مع قيادات الإخوان المسلمين ومعارضتها تظاهرات الشوارع وقولها إن «البعض يقول إن العمل من خلال الشارع سيؤدي إلى نتائج أفضل من الانتخابات، وللأمانة أنا وحكومتي نشك في ذلك بشدة».
ويُعَدّ فورد من أبرز من عملوا في مناصب دبلوماسية في الدول العربية، حيث يتحدث العربية، وعمل سفيراً في الجزائر، وقبلها نائباً للسفير الأميركي في العراق، ونائباً لرئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية في البحرين.
وبحسب التسريبات، كان فورد قد طلب تنحيه عن منصبه في سوريا، لشعوره بالإرهاق من المنصب، غير أن وزير الخارجية جون كيري، أراد أن يتولى فورد منصب سفير واشنطن في القاهرة، إلا أن الأخير قال في وقت سابق إنه متردد، بسبب التعب.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن الولايات المتحدة تجد صعوبة في التعاطي مع الأزمة في مصر. وقال المحلل الإسرائيلي تسفي برئيل إن «الولايات المتحدة تخشى من فقدان حليف هام إذا لم تعترف بالنظام الجديد، ومن الناحية الأخرى تتوخى الحذر لكي لا تظهر كمؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين إذا عارضت النظام».
وقالت الصحيفة إن الجهود الدبلوماسية العلنية لآشتون والمكالمات المتوالية بين وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل والرئيس أوباما مع الفريق السيسي، واللقاء الثاني لممثل دول الاتحاد الأفريقي مع مرسي، كل هذه الأحداث تؤكد أكثر من أي شيء آخر الورطة والعجز الدولي إزاء انهيار حليف مهم. وأشارت إلى أنه بعدما امتنع المسؤولون الأميركيون منذ ثورة «٣٠ يونيو» عن التطرق إليها رسمياً، قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري لم يكن هناك انقلاب عسكري في مصر، مؤكداً أن الجيش «أعاد الديموقراطية للدولة».