ذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية أمس، أن فريقاً أمنياً أميركياً برئاسة الجنرال جون ألن، الوسيط الأميركي لحل القضايا الأمنية، يتولى التواصل مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لدراسة الترتيبات الأمنية إذا انسحب جيش الاحتلال من مناطق الضفة الغربية عند التوصل إلى اتفاق سلام.
ويتكون الفريق الأمني من 20 خبيراً أميركياً نُشروا في كل من فلسطين المحتلة والولايات المتحدة والأردن. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن أعضاء الطاقم الأمني بدأوا العمل مع نظرائهم الإسرائيليين من أجل صياغة ترتيبات أمنية محتملة إذا أعلنت إسرائيل انسحابها من الضفة.
وقالت الصحيفة إن جون ألن التقى كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون مرات عديدة. ولفتت إلى أنه بسبب الأهمية الكبيرة للتوصيات التي سيقدمها الطاقم الأمني، فإن كافة الأطراف تحاول الحفاظ على السرية التامة، بكل ما يتعلق بتفاصيل عمل اللجنة الأمنية برئاسة جون ألن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين قولهم إن «ألن لم يبحث رسم الحدود، لكنه يعمل على إيجاد بدائل للمزايا التي يمنحها الوضع الحالي للإسرائيليين، والتي يعمل فيها الجيش كما يريد»، مشيرين إلى أنه «عند إقامة دولة فلسطينية، فلن يكون بمقدور الجيش الإسرائيلي دخول الأراضي الفلسطينية كما هو الوضع عليه الآن، ولذلك يحاول الطاقم الأمني البحث عن حلول ومراقبة التطورات».
ويقوم الطاقم الأمني بدراسة جدية مع الإسرائيليين حول المعنى العملي لمصطلح دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وفي هذا الاطار نوقش حجم القوات الأمنية الفلسطينية وشكلها وحجم تسليحها، والحماية الجوية التي سيحظى بها مطار بن غوريون إذا نُفذ الانسحاب من الضفة إلى ما يقارب الخط الأخضر.
وفي السياق، نقل موقع واللا العبري، عن مصدر مطلع على المفاوضات، أنّ المحادثات المقبلة ستتركز على نحو حتمي، حول موضوع الحدود. ولفت الى ان كيري لم يذكر حتى الان في مواقفه للاعلام كلمة «حدود الـ 67»، التي تخشى اسرائيل سماعها، مشيرا الى ان «أحد الانجازات الكبرى لنتنياهو هو رفض المطلب الفلسطيني باجراء المفاوضات على اساسها»، لكن المصدر اضاف إن كلا الطرفين يدرك أن هدف النقاش هو موضوع الحدود و«بلورة تغييرات، تعديلات وتبادل مناطق تتعلق بحدود عام الـ67».
واوضح المصدر نفسه، ان الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني توصلا الى «اتفاقات هادئة» تتعلق بالمفاوضات، ووفقا لها ستواصل اسرائيل البناء في الكتل الاستيطانية خلال الحوار، لكنها ستضطر ايضا الى «تبطيء» البناء في شرقي الجدار الفاصل. واشار المصدر الى ان الطرفين اخفيا هذه الاتفاقات تجنبا لمنع حصول ضغط سياسي داخلي على كل من الطرفين .
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أجرى اتصالين بكل من نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال البيت الأبيض: «اتصل أوباما بنتنياهو للاشادة بقيادته وشجاعته في استئناف مفاوضات الوضع النهائي مع الفلسطينيين». ومعقباً على الاتصال الهاتفي مع الرئيس الفلسطيني، قال بيان البيت الابيض «أكد الرئيس مجددا ان الولايات المتحدة مستعدة لدعم الطرفين في تحقيق سلام عادل ودائم على اساس حل الدولتين، وانها ستواصل العمل عن كثب مع السلطة الفلسطينية لتحقيق هذا الهدف».
في غضون ذلك، ذكرت «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية أن حركة «يالا ـ يا قادة الشباب» الناشطة على الانترنت نظمت حفل إفطار فلسطيني اسرائيلي في رام الله دعما للسلام والمفاوضات التي استؤنفت في واشنطن قبل أيام، غير أن الصحيفة لم تذكر المكان بالتحديد في رام الله حيث أقيم الإفطار.
وبحسب الصحيفة، فإن حركة «يالا» نظمت الإفطار تكريما لأعضائها الذين يعملون يوميا لمصلحتها عبر الشبكة العنكبوتية، ومن خارجها، لغرض التواصل الاجتماعي. وأثناء الإفطار قدم أحد النشطاء الفلسطينيين من حملة الجنسية الإيطالية عرضا لأغنية «سوف ننتصر» للمغني بيت سيغر، التي تعد نشيد حركة الحقوق المدنية للأميركيين الأفارقة.
(الأخبار)