غزة | في يوم الغضب الثاني، الذي ضرب يوم الأول من آب موعداً له، خرج آلاف الفلسطينيين في تظاهرات غاضبة من مناطق متفرقة في فلسطين، احتجاجاً على مخطط «برافر ــ بيغن»، الاستيطاني الذي يهدف إلى الاستيلاء على ما يقارب 800 ألف دونم من أراضي النقب وتهجير أكثر من 35 قرية فلسطينية بدوية. وإلى جانب التظاهرات الغاضبة، عمّ الإضراب العام بعض القرى والمدن الفلسطينية في الداخل المحتل وفي غزة والضفة الغربية. في منطقة النقب، انطلقت مسيرة احتجاجية عصراً على المخطط التهجيري، بمشاركة المئات من فلسطينيي عام 48 ومواطني النقب، حيث تجمع المشاركون على مفرق قرية العراقيب في مدينة النقب. وأكد شهود عيان لـ«الأخبار» أن الشرطة الإسرائيلية حضرت بكثافة الى موقع التظاهرة، لمنع اقتراب المتظاهرين من الشارع الرئيسي للمدينة، الأمر الذي زاد الغضب عند المشاركين بالمسيرة فرفعوا صوت هتافاتهم لتنادي بإلغاء هذا المخطط «العنصري». ورُفعت الأعلام الفلسطينية، مطالبين بعدم التعرض للمتظاهرين أو اعتقالهم، فيما عمدت شرطة الاحتلال الإسرائيلية الى فض التظاهرات بالقوة واعتقال البعض من منظمي المسيرة.
تجدر الإشارة الى أن المئات من سكان القرى المهجرة بالنقب بدأوا بالعودة الى أماكن سكنهم مع ساعات الصباح الأولى من يوم أمس.
أما في الضفة الغربية، فقد شارك المئات من الفلسطينيين في رام الله والخليل ونابلس والقدس في التظاهرة الداعية إلى وقف مخطط برافر الاستيطاني، وساروا باتجاه دوار المنار وسط رام الله هاتفين: «يا رجال التطبيع، أرض النقب مش للبيع».
في غزة، اختلفت الصورة كلياً، حيث قامت أجهرة الأمن التابعة لحكومة «حماس» في غزة بقلب المشهد حين عمدت الى فض الاعتصام الذي دعا إليه ناشطون وصحافيون للتضامن مع فلسطينيي الداخل في النقب، ضد قانون «برافر». وقامت بحملة اعتقال طالت أكثر من 20 شخصاً، بينهم صحافيون وناشطون.
واعتقلت الشرطة الحمساوية الصحافي عبد الله عبيد من الشبكة الفلسطينية الذي قال لـ«الأخبار» إنه تم الاعتداء عليه بالضرب «وقد أدخلنا إلى الزنزانة على أننا صحافيون وتم توجيه إهانات لنا».
من جهتها، أكدت الصحافية سامية الزبيدي أنه تم إبلاغ الشخص المكلف بالإجراءات القانونية بطلب الإشعار من حكومة «حماس» عن الاعتصام. وأضافت «فوجئنا بانتشار المباحث بالزي المدني في كل الأماكن وقيامهم باعتقال عدد من الأفراد وإرهابهم، كما وجهت ألفاظ نابية لبعض المعتصمين».