في محصلة غير رسمية لعدد ضحايا النزاع القبلي في إقليم دارفور بغرب السودان، أعلن زعيم قبلي أمس أن نحو 136 شخصاً قتلوا في الاشتباكات الجديدة. وأوضح أحمد الخيري، أحد زعماء قبيلة المسيرية، أن رجالاً من قبيلته اشتبكوا مع أفراد من قبيلة السلامات في أم دخن بجنوب دارفور أول من أمس الاثنين. وكان اشتباك قد دار بين القبيلتين يوم الجمعة في المنطقة نفسها.
ولفت الخيري في حديث لوكالة «رويترز» إلى أن 108 من قبيلة السلامات و28 من المسيرية قتلوا في الاشتباك، مضيفاً دون أن يذكر تفاصيل أن الاشتباكات استمرت من الثالثة صباحاً حتى السادسة مساءً.
وقال الخيري إن 17 مقاتلاً من قبيلته جرحوا.
وفيما لم يتمكن من التأكد من أرقام القتلى من مصادر مستقلة، أو من قبيلة السلامات أو الحكومة السودانية، توقع الخيري المزيد من أعمال العنف، كاشفاً «أن قوات من الطرفين تحتشد في أماكن مختلفة». وكانت المواجهات بين القبيلتين التي اندلعت في نيسان الماضي قد تجددت الأسبوع الماضي وأوقعت 94 قتيلاً، 52 منهم من قبيلة السلامات.
وتفاقمت المشكلات الأمنية أخيراً مع اندلاع مواجهات قبلية وعمليات خطف وسرقة سيارات وجرائم أخرى، يشتبه كثيرون في أن من يقف وراءها هم ميليشيات تابعة للحكومة ومجموعات شبه عسكرية.
وتأتي المعارك القبلية والإتنية في مقدمة أعمال العنف في دارفور هذا العام. وأدت إلى نزوح نحو 300 ألف شخص في الأشهر الخمسة الأولى فقط، بحسب البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة إلى دارفور (يوناميد)، وهو ما يزيد بأكثر من الضعفين على عدد النازحين في السنتين الماضيتين مجتمعتين.
وكانت القبيلتان قد وقعتا اتفاق سلام في 3 تموز الماضي تضمن دفعهما تعويضات بعضهما لبعض وعودة النازحين، كذلك وقّعت قبيلتا بني حسين والرزيقات العربيتان في ولاية شمال دارفور اتفاق سلام ينهي نزاعاً بينهما.
من جهة أخرى، نفى وزير الاستثمار السوداني مصطفى عثمان إسماعيل أن يكون للحكومة السودانية أي علاقة من قريب أو بعيد بما يجري من مشاكل في دولة جنوب السودان سياسية كانت أو أمنية.
وقال إسماعيل في لقاء في ولاية كسلا إن «استقرار دولة الجنوب يمثل الخيار الأفضل لخلق علاقة تكاملية بين الدولتين تقوم على أفضل العلاقات».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)